مشاهد من عبادة أهل الليل

أما مشاهد أهل الليل في ليلهم فهي أجل من أن توصف، وأكبر من أن تح، فحالهم عجيب، ونعتهم غريب؛ فما الظن بعبد محب حين يخلو بسيده الذي لا محبوب له سواه، ولا خلة في قلبه لأحد إلا وهي تابعة لخالته، وإن مشاهد العباد المحبين لله تعالى في عبادات الليل لا تكاد تنتهي كثرة؛ فما من عبد محب لله تعالى إلا وله حظ من عبادات الليل: من صلاة، وتلاوة، وذكر، وفكر، ودعاء، وافتقار، وبكاء؛ قل ذلك الحظ أم كثرة، ولكل منهم مشرب وذوق في ليلة لعله لا يوجد عند غيره من العباد؛ في تعداد ذكرهم تتعدد الأذواق، وليس سدرس العبد أين يجد حاجته وحياة قلبه، وأين يظفر بما يلائم نفسه وذوقه من أحوال العباد ومشاهدهم وأخبارهم، وهذه مشاهد من قيام المحبين  جاءت في تسعة وأربعين مشهدا، يتلوها ثلاثة وعشرون مشهدا لنسوة مجتهدات محبات، ليكون وفاء عدتهم اثنين وسبعين مشهدا، يقدمهم سيدهم وإمامهم وقدوتهم، رسول اللهﷺ