الخامس: الفضل الجوهري يصف أهل الليل، ويعظم ربه


زكريا بن طه شحادة


وهذا الفضل الجوهري، العالم العابد المحب لله تعالى، يصف أهل الليل، قال ابن الجوزي:( وقف الفضل الجوهري العالم في الحرم متوجها إلى الكعبة، وهو محرم، فقيل له: ما علامة المحبين لله تعالى؟ قال: إن للمحبين نشاطا عند ظلام الليل لله سبحانه وتعالى، شغلهم الأنس بمعبوده عن لذة الكرى[1] وقطعهم الشغل به عن جميع المرى، ولا يؤثرون على مناجاته مناما، ولا يختارون على كلامه كلاما، عرفه من عرفه، وذاق من ذاقه، واستانس به من استطابه. سبحان من حكم بالفناء على الخلائق، فتساوى عنده الملوك والعبيد، تفرد بالبقاء، وتوحد بالقدم، وصرف أقداره في الملك بما يريد، ظهر افتقار الكل إليه، الصالح والطالح، واللغوي الرشيد( سأله من في السماوات  والأرض كل يوم هو في شأن)[2] جواد غمر الكل عطاؤه فأين يفر العاصي؟ ومن يجبر الفقيد كم جدل[3] القضاء من زعيم؟! وكم أدخل للحضر من طريد[4] ما أغفل أهل المعاصي عن قسمة العباد فمنهم شقي، ومنهم سعيد)[4]

المراجع

  1. الكرى: النوم، انظر: جمهرة اللغة، لابن دريد 801/2 
  2. الرحمن: 29 
  3. جدل: صرع، وجدته تجديل، أي: صرعته، انظر: معجم العين، للخيل:79/6
  4.  العني أنه: كثير ممن كان خائفا طريدا محكوما عليه بالموت أو الحبس والعذاب في بلده؛ فأمنه الله تعالى، ورده إلى بلده آمنا بعد أن كان طريدا شريدا 
  5. بحر الدموع، لابن الجوزي:93/
السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ الخامس: الفضل الجوهري يصف أهل الليل، ويعظم ربه

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day