هل الرق في الإسلام هو التبني بالمفهوم الحديث .. !!
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً }النساء36 ( فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )النساء25 ........... فأمر سبحانه مَن أراد أن يتزوج من أمته أن ينكحهـا بإذن أهلهـا وأن يعطيهـا مهرهـا كاملا لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي ..... صحيح مسلم من قتل عبده قتلناه، ومن جدع عبده جدعناه، ومن أخصى عبده أخصيناه .. رواه الخمسـة إنّ إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه ممّا يأكل وليلبسه ممّا يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم .... متفق عليه فأصلنـا واحد ولا فرق بين أبيض ولا أسـود ولا سيد ولا عبد إلا بالتقوى ... أنتم بنو آدم وآدم من تراب .. صحيح وقد فتح الإسلام الباب واسعـا أمام عتق الرقـاب فعتق رقبة هو أعظم كفارة للذنوب والخطايـا وحض عليه الإسلام بشتى السبل { وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ }النساء92 .......
( وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ) المجادلة3 ....... {فَكُّ رَقَبَةٍ .أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ }البلد14 ......... وقام الإسلام بتجفيف جميع منابع الرق ولم يُبق إلا على مصدر واحد وهم أسرى الحروب وهؤلاء يؤخذون من ساحة المعركة لفكاك أسرى المسلمين ( فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ) محمد4 ....... ولم يذكر سبحانه الإسترقـاق فإمـا المَن على الأسرى بالعفو وإمـا الفداء وفكاك أسرى المسلمين بأسرى الكافرين ولا يوجد شيء ثالث ...... أسيرات الحرب يقول الأستـاذ محمد قطب :- ( لقد كانت أسيرات الحرب في البلاد الأخرى يهوين إلى حمأة الرذيلة بحكم أنه لا عائل لهن، ولأن سادتهن لا يشعرن نحوهن بحمية العرض، فيشغلونهن في هذه المهمة البغيضة، ويكسبون من هذه التجارة القذرة: تجارة الأعراض. ولكن الإسلام - المتأخر - لم يقبل البغاء، وحرص على حفظ المجتمع نظيفاً من الجريمة، فقصر هؤلاء الجواري على سيدهن، عليه إطعامهن وكسوتهن وحفظهن من الجريمة ).. إلى أن يتم فكاكهن ( والدول التي ألغت البغاء في الغرب المتحضر لم تلغه لأن كرامتها أوجعتها، أو لأن مستواها الخلقي والنفسي والروحي قد ارتفع عن الجريمة. كلا! ولكن لأن الهاويات قد أغنين عن المحترفات. ولم تعد الدولة في حاجة إلى التدخل!)
وأكبر مشكلة توقع الملحد في شبهة هي كون الملحد تختلط عليه الصور ... صورة العردبة الرومـانية والتبني الإسلامي .... فتجده يخلط بين الصورة النمطية التي رسمها الغرب عن الجواري والصورة التي حددت لنـا أطرهـا الآيـات والأحـاديث وهذا يؤدي إلى خلط ما بعد خلط بل ومن خلال الدين فحسب يمكن للجميع على اختلاف قيمهم الإنسانية أن يتعايشوا في سلام يقول أُستـاذي علي عزت:- ( فحقوق الإنسان وأن البشر متساوين هذا ممكن فقط إذا كان الإنسان مخلوقا لله فالمساواة بين البشر هي خصوصية أخلاقية وليست حقيقة طبيعية أو مادية أو عقلية فالناس من المنظور المادي أو الطبيعي أو العقلي هم وبلا شك غير متساوين وستبدو المساواة ساعتها وكأنها عبارة ميتافيزيقية بلا مضمون ولا حقيقة فطالما أننا حذفنا المدخل الديني من حسابنا فسرعان ما يمتلىء المكان بأشكال من اللامساواة عرقيا وقوميا واجتماعيا وسياسيا فالمساواة بين البشر هي مسألة ميتافيزيقية بحتة فإذا لم يكن الله موجودا فالناس بجلاء وبلا أمل غير متساوين وتأسيسا على الدين فقط يستطيع الضعفاء المطالبة بالمساواة.)
شبهة نعيم الجنة الحسي
إن العقل لا يدل على استحالة ذلك . بل يدل على جوازه إذ ليس في ذلك إلا أن الذي خلقنا أول مرة ومكننا أن نتعنم نعيما محسوسا ونتألم ألما محسوسا قادر على أن يعيدنا بعد ان يفنينا كما بدأنا ..فإن الإعادة إنما هي خلق ثان ومن قدر على الخلق الأول قدر على الخلق الثاني وهذا معلوم بنفسه ليس من قبيل الممتنع .. والله تعالى قادر على كل ممكن فيجب وصفه بالقدرة على ذلك فإن قالوا : إن كان في الجنة أكل وشرب ونكاح ولباس فيلزم عليه أن يكون في الجنة غائط وبول وغيره .. قلنا : هذا جهل ولا يلزم شيء مما ذكرتم فيها . بل نقول : هناك أكل وشرب .. وليس هناك غائط ولا بول .. إذ لا يلزم في كل طعام أن يكون له فضله ولو سلمنا أن تكون له فضله لما لزم ان يكون فضلة مستقذرة .. بل قد يكون فضلات كثيرة طيبا يتطيب به وشرابا يشرب مثل المسك فإن دم الحيوان أو العسل فإنه فضل حيوان معروف وليس شيء من ذلك مستقذرا بل هو مستطاب مستلذ .. ولا يبعد أن تكون فضلات الجنة هكذا بل هو هكذا فعلا فقد جاءنا على لسان الصادق : أن أهل الجنة لا يبولون ولا يتغوطون إنما هو عرق يجري من أجسادهم مثل المسك وهذه أمور لا ينكرها إلا كل غبي جاهل ليس له معقول حاصل فإذا دل العقل على جوازه فينبغي أن يستدل على وقوع ذلك ومن المعلوم أن آدم عليه السلام كان يأكل في الجنة ويشرب وينكح .. أضف إلى ذلك ماورد على لسان المسيح عليه السلام بشرب الخمر في ملكوت الله أي الجنة :مرقس [ 14 : 25 ] : ( الحق اقول لكم اني لا اشرب بعد من نتاج الكرمة الى ذلك اليوم حينما اشربه جديدا في ملكوت الله.)
إنجيل لوقا [ 22 : 30 ] قول المسيح لتلاميذه : ( وأنا أجعل لكم كما جعل لي أبي ملكوتاً ، لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي ، ونجلسوا على كراسي تدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر)
أضف إلى ذلك أن أكبر نعيم في الجنة على الإطلاق هو رؤية وجه الله تعالى وفي الحديث الصحيح : ( فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عزوجل (من المعلوم أن آدم عليه السلام كان يأكل في الجنة ويشرب وينكح .. فإن قالوا لماذا لم يصرح موسى في التوراة بذلك وبأخبار القيامة :- وهذا لأسباب كثيرة منها ..
1- لعتو بني إسرائيل وتمردهم وكلال أفهامهم
2- لبعد زمان ذلك
3- ليعجل لهم جزاء أعمالهم .فإنما كانوا يهددون ويخوفون بالعقوبات العاجلة ويوعدون باللذات العاجلة من الملك وتكثير الرزق وخصب البلاد الى غير ذلك
4- لأنه سبق في علم الله أن يرسل رسولا في آخر الزمان ليس بعده نبي ولا رسول يبين أمور الآخرة بيانا شافيا وهو محمد صلى الله عليه وسلم . وذلك لقرب القيامة من زمانه وليحصل لنبينا من فضيلة العلم والإعلام ما لم يحصل لأحد غيره ولتختص أمته بعلم ليس لأحد غيرها وهذا الوجه هو أقرب الوجوه والله أعلم .
المصدر : الإعلام للقرطبي بتصرف ......
-هل الحرب على الإسلام هذه الأيـام مُبــررة ..
هل حقــا تـوجد شُبهـــات ؟
يحـاول البعض إسقاط نبوة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه تزوج بضع نسـاء كسيرات القلب في السنـوات العشر الأخيرة من حيـاته يرى البعض أن الإسلام يجعل المرأة لُعبة في يد الرجل يطلقها متى يشـاء والبعض الآخر يرى العكس حيث يرى أن للمرأة أن تخلع زوجها متى شاءت وتصير حُـرة طليقة يُجيـز البعض للرجل أن يحمل روحه على كفه ويدافع عن عقيدة لا يؤمن بها ولا يجيز له دفع الجزيـة مقابل حمايته ويرى أن هذه هي حقوق الإنسـان يرى البعض الإسلام في أُسـامة بن لادن والبعض الآخر يراه في مسلمـات ماسيبرو والإسلام ليس هذا أو ذاك فالإسلام ببساطة في الإسلام .. إنني أرى أن الشبهات المتناقضه يُسقط بعضهـا بعضـا ! وهنـاك شبهـات كثيرة أساسها الخيال أو الشعور الموقوت أو التأثر العاجل وإيجاد هذه الشبهات سهل والإستمرار عليها مستحيل فمهما علا الدُخـان ومهما ثَقُل فإن الحق يبقى وللأبد له نور ذاتي لكن للأسف هُنـاك من يستسلم للشبهـات .. فمن السهل أن تصنع الشبهات حول الحق دُخانا يزكم الأُنوف أو يحجب الرؤية لكن مهما كان الدخان ثقيلا فإن نفخة بالفم تجعله ينقشع لكن هذا لا يُكلف نفسه حتى النفخ ....!! ومع كل هذا أوذاك نقول ان حقائق القرآن لن تتلاشى وشبهـات هؤلاء لن تخلد .. وعلى كل مسلم أن يعرف واجبه ويواجه قَدره ويختـار ثغرا من ثغور الإسلام يقف عليه !