نعمة الرضا في الطاعة
نعمة عظيمة
أخفاها الله عنا حتى لا نتكل
إنها نعمة الرضا في الطاعة.... أخفاها الله عنا.... لماذا.... لنحرص على الاستزادة من فعل الطاعات.
قال الله تعالى :
{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}
[آل عمران162].
وقال ابن تيميه رحمه الله :
فالرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيـــا.. وبستان العارفين..
فلا تحقرّن من المعروف شيئا, فقد أدخل الله رجلاً الجنّه بغصن شوك رفعه عن الطريق حتّى لا يؤذي الناس.
ولنعلم إخواني الأفاضل ان الله سبحانه وتعالى في هذه الدنيا له أسباب ووسائل يفيض من خلالها لطفه ورحمته على عباده، وبعض هذه الوسائل إنما يكون تحققها بيد العبد نفسه، فالله تعالى هو الرزاق ولكن فيض رزقه يكون عن طريق العمل مثلا، وهو تعالى الشافي ولكن فيض شفائه يكون عن طريق الطبيب وتناول الدواء، وهكذا الأمر بالنسبة لرضا الله تعالى فان فيض رضاه له أسباب ومجار تكون بيد الإنسان، وبملاحظة الآيات القرآنية والروايات الشريفة يمكن ان نجمل القول في هذا.
وأصل ذلك المحافظة على الصلوات بالقلب والبدن، والإحسان إلى الناس بالنفع والمال، الذي هو الزكاة.
والصبر على أذى الخلق وغيره من النوائب.
فبالقيام بالصلاة والزكاة والصبر يصلح حال الراعي والرعية وإذا عرف الإنسان هذه المعاني الجامعة عرف ما يدخل في الصلاة من ذكر الله تعالى ودعائه وتلاوة كتابه وإخلاص الدين له والتوكل عليه.
وفي الزكاة من الإحسان إلى الخلق بالمال.
والنفع من نصر المظلوم وإغاثة الملهوف وقضاء حاجة المحتاج.
في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( كل معروف صدقة فيدخل فيه كل إحسان ولو ببسط الوجه والكلمة الطيبة).
وفي الصحيح عن عدي بن حاتم قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حاجب فينظر أيمن منه فلا يرى إلا شيئا قدمه وينظر أشأم منه فلا يرى إلا شيئا قدمه وينظر أمامه فيستقبل النار فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة فليفعل فإن لم يجد فبكلمة طيبة).
وفي السنن:
( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق وفي رواية ووجهك إليه منبسط ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي).