كيف اشكر الله على نعمه
جعل الله سبحانه وتعالي شكر النعم الكثيرة والتي لا حصر لها التي وهبها لنا بابا من أبواب الفوز في الدنيا والآخرة، والشكر هو الثناء علي الله تبارك وتعالى بذكر نعمه وعطاياه الظاهرة والباطنة التي منحها الله لعباده واستعمال تلك النعم في طاعة الله، فمن أسماء الله الشكور فقال الله سبحانه وتعالى: وكان الله شاكرا عليما" (النساء:147)، فالله سبحانه أعطى عباده من وصفه وسماهم باسمه وجعله سببا للمزيد من النعم لمن يؤدي شكرها من عباده.
كان النبي صلى الله عليه وسلم سيد الشاكرين وهو خاتم الأنبياء والمرسلين الذي أرسل رحمة للعالمين وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يصلى حتى تتورم قدماه ليشكر الله علي نعمه، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه، قالت عائشة: يا رسول الله، أتصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال:"يا عائشة، أفلا أكون عبدا شكورا" رواه مسلم وقد بين الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز أن شكر الله على نعمه هو مصلحة للعبد الشاكر وأن ثواب الشكر ونفعه يعود على الشاكرين لله على نعمه في الدنيا والآخرة، قال تعالى:" ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد "(لقمان:12).
كيف أكون من عباد الله الشاكرين
عبادة الشكر هي من عبادات القلوب العظيمة والتي دلنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي من أحب الأعمال إلى الله تبارك وتعالى والتي ينبغي علي المسلم المداومة على شكر الله على نعمه بقلب حاضر والتفكر في نعم الله وأن يسأل الله أن يعينه على حمده وشكره فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه"يا معاذ، والله إني لأحبك، والله إني لأحبك" فقال: "أوصيك يا معاذ، لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" لكي يكون من عباد الله الشاكرين وكذلك عبادة الله حق العبادة بصيام، أو صلاة أو صدقه والإخلاص في الدعاء، و القناعة والرضا بقدر الله تعالي وأن ينظر لمن هم أقل منه في النعمة ولا ينظر إلى من هو أعلى منه في أمور الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم:" انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم"صححه الألباني.
ويقول العلماء أن شكر الله على نعمه له خمس قواعد حتى نكون من عباد الله الشاكرين أولها خضوع الشاكر للمشكور وحبه له ثم الاعتراف بنعم الله تبارك وتعالى والثناء عليه وشكره وحمده علي ما وهبنا من النعم وأن لا يستعمل تلك النعم فيما يغضب الله من المعاصي.
ثمرات الشكر
من ثمرات شكر الله على نعمه أنه إقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وإتباع لسنته الأنبياء وصفة من صفات المؤمنين وأمر به الرسول صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: "ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين * بل الله فاعبد وكن من الشاكرين(الزمر: 65-66).كذلك شكر الله علي النعم سبب من أسباب رضا الله عز وجل وزيادة النعم ووعد الله الشاكرين بالثواب العظيم يوم القيامة والنجاة من العذاب وتفريج الهم والكرب.