عبادة الله باسمه تعالى الباقي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
قال الله تعالى: (*وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ*)
[الرحمن: ٢٧]
*المعاني والدلالات لاسمه تعالى الباقي:*
1ـ هو الذي لا بداية ولا نهاية لوجوده فهو أزلي أبدي، سيبقى بعد فناء الأكوان، وقد كان قبل خلق الزمان.
2ـ فما زال متصفًا بصفاته، لم تحدث له صفة لم يكن متصفًا بها، ولن تزول عنه صفة هو متصفٌ بها، ولم يكتسب اسم الخالق بعد خلق مخلوقاته، بل كان خالقًا قبل إيجادهم، سميعًا قبل خلق المسموعات، بصيراً قبل خلق المبصرات.
3ـ وهو الذي يُبقى من شاء ما شاء ولا يَبْقى شيء إلا بإبقائه سبحانه.
4ـ هو الذي لا زوال لملكه ولا نهاية لسلطانه.
*عبادة الله باسمه تعالى الباقي:*
1- ينبغي على العاقل أن يرى الكون بعين الفناء فيزهد في حطام الدنيا فلا يتعلق قلبه بحلالها فضلاً عن حرامها.
2ـ وإذا حققت النظر علمت أنك خُلِقْتَ للبقاء لا للفناء، وإنما تُنْقَلُ من دار إلى دار لتُجزى بعملك فأعقل من أنت؟ وعبد من أنت؟ ولم خُلقت؟ وما الذي أُريد منك؟
3ـ وينبغي لمن آمن باسم الباقي أن يسعى لتحصيل الحياة الباقية في الجنة العالية بالزهد في الدار الفانية، والإقبال على الله وطاعته، وإمساك هوى نفسه وشهوته.