تقوية القلب بصحبة الأتقياء
وهو أن تتذكر فضل الله ومنته عليك، ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل، فانظر لنعمة الإسلام وحدها، ويتضح ذلك عندما ترى أهل الكفر والبدع، وقد خصك الله بنعمة الإسلام من بينهم. وانظر -أيضاً- إلى نعمة الهداية، ويتضح ذلك عندما ترى أحوال الفساق والفجار، فهم في معاصيهم غرقى..
عبودية للشهوات وللدرهم والدينار: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة، تعس عبد الخميلة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش) نعم.
تعاسة وذل وحقارة لأولئك العبيد، الذين عبدوا الدنيا بشهواتها وملذاتها. أما عبودية الله فنفخر أننا عبيد لله جل وعلا، ففيها -والله!- العزة والرفعة، فنتذكر منة الله جلّ وعلا علينا بالهداية والصلاح. تذكّر نعمة العافية، ويتضح لك ذلك عندما ترى أحوال المرضى وأصحاب العاهات، فكم من مسكين على السرير الأبيض الآن يرقد! وكم من إنسان فَقَدَ عضواً من أعضائه! وكم من إنسان لا يطعم الطعام إلا بشق الأنفس! وكم من إنسان لا يقضي حاجته إلا بعد جهد جهيد! أما أنت فقد أنعم الله عليك بعافية، أفلا تشكر هذه العافية؟ إن العافية كما سماها بعض العلماء: المُلك الخفي، فأحفظ هذا الملك، بارك الله فيك ورعاك.