القلب السليم : سلم من البدعة
القلب السليم : سلم من البدعة
سئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – عن البدعة ؟ (1)
فأجاب قائلًا: البدعة قال فيها رسول الله ﷺ : «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة (2) وإذا كان كذلك فإن البدع سواء كانت ابتدائية أم استمرارية يأثم من تلبس بها لأنها كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «في النار» أعني أن الضلالة هذه تكون سببًا للتعذيب في النار وإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام حذر أمته من البدع فمقتضى ذلك أنها مفسدة محضة لأن رسول الله ﷺ عمّم ولم يخص قال: «كل بدعة ضلالة».
ثم إن البدع في الحقيقة هي انتقاد غير مباشر للشريعة الإسلامية لأن معناها أو مقتضاها أن الشريعة لم تتم وأن هذا المبتدع أتمها بما أحدث من العبادة التي يتقرب بها إلى الله كما زعم.
فعليه نقول: كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار والواجب الحذر من البدع كلها ولا يتعبد الإنسان إلا بما شرعه الله ورسوله ﷺ ليكون أمامه حقيقة لأن من سلك سبيل بدعة فقد جعل المبتدع إمامًا له في هذه البدعة دون رسول الله ﷺ .
و سُئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – عن معنى البدعة وعن ضابطها؟ (3)
فقال - رحمه الله -: البدعة شرعًا: ضابطها «التعبد لله بما لم يشرع الله» وإن شئت فقل: «التعبد لله تعالى بما ليس عليه النبي ﷺ ولا خلفاؤه الراشدون» .
فالتعريف الأول مأخوذ من قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} [الشورى: 21] ،
و التعريف الثاني مأخوذ من قول النبي ﷺ : «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور» (4).
فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله، أو بشيء لم يكن عليه النبي ﷺ وخلفاؤه الراشدون فهو مبتدع، أما الأمور العادية التي تتبع العرف والعادة فهذه لا تسمى بدعة في الدين .
----------
(1) المرجع مجموع فتاوى فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين المجلد الثاني (291).
(2) رواه أبو داود (4607) باب لزوم السنة.
(3) مجمع فتاوى فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين المجلد الثاني 291-292 .
(4) رواه أبو داود في السنة وابن ماجه في المقدمة والترمذي في العلم.