الرضا بالله رباً


الشيخ سلمان العودة

الحمد لله فاطر السماوات والأرض، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين.

أيها الإخوة..

غاية ما يصبو إليه كل مؤمن في هذه الدنيا هو: أن يحصل على السعادة المطلقة في الدارين، وأي مطمحٍ أو مطمع يتمناه الإنسان أكثر من أن يمنحه الله في هذه الدنيا الرضا والسعادة في قلبه؛ ثم أن يصير بعد الموت إلى جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر؟! والرسول عليه الصلاة والسلام قد بيَّن لنا الطريق إلى ذلك بعبارات شتى.

فنوع في القول وأبدأ وأعاد، حتى تكتمل الحجة على كل إنسان. ومن ذلك أنه عليه الصلاة والسلام حدثنا في أحاديث كثيرة؛ مبيناً أن الوسيلة إلى تحصيل هذا المطلب: هي أن يحقق العبد الرضا بالله رباً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، وبالإسلام ديناً.

فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من قال: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً وجبت له الجنة} وهذا الحديث رواه أبو داود بإسناد حسن، فرتب على قول هذه الكلمة: الجنة دون أن يقيد ذلك بوقت معين، فمن قال: رضيت بالله رباً، أي: ولو قالها مرةً في عمره، على ظاهر هذا الحديث، وقد وردت أحاديث أُخر في هذه الكلمة مقيدة بأوقات خاصة...

منها ما رواه ابن ماجة عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ما من عبد أو إنسان أو مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً إلا كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة} وهذا الحديث رواه ابن ماجة بإسناد حسن، وروى أبو داود والنسائي نحوه. فقيَّد قول هذه الكلمة بأن يقولها حين يصبح وحين يسمي -وهو كما سمعتم حديث حسن- فهو يدل على أنه يشرع لكل مسلم أن يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة:رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً.

وفي حديث ثالث بين النبي صلى الله عليه وسلم مشروعية قول هذه الكلمة عند سماع الأذان؛ فروى مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، ثم قال: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبحمد صلى الله عليه وسلم نبياً، غفر له ذنبه} فقيَّد قول هذه الكلمة عند سماع الأذان، ولعل المقصود أن يقولها بعد سماعه للشهادتين؛ لما ورد في رواية أخرى لـمسلم أنه قال: {من قال حين يسمع المؤذن: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله}.

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ الرضا بالله رباً

  • تحقيق التوحيد

    الشيخ سفر الحوالي

    إذا أراد الفرد منا كفرد أن يرضي الله تبارك وتعالى، وينال ما وعد الله به من العزة والتمكين في الأرض وفي الدنيا،

    13/08/2013 533
  • التوكل على الله وحده في كل الأحوال

    الشيخ سلمان العودة

     ومن تحقيق الرضا بالله رباً: ألَّا يتوجه الإنسان إلا إلى الله تعالى، فلا يطلب الخير إلا منه، ولا يطلب دفع

    18/03/2013 4742
  • إرضاء الله تعالي

    الشيخ سلمان العودة

    من تحقيق الرضا بالله رباً: ألَّا يتوجه الإنسان إلا إلى الله تعالى، فلا يطلب الخير إلا منه، ولا يطلب دفع الشر إلا

    24/03/2013 5357
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day