الاستغفار في العبادات (1)
ورد الاستغفار في كثيرٍ من أبوب العبادات، وسأذكرها في هذا الفصل سَيْرًا على أبوب الفقه حسب ما صنَّفه الفقهاء.
(ا) أبواب الطهارة :
(1) الاستغفار عقب الخروج من الخلاء، فيندب للمسلم أن يستغفر الله تعالى بعد الانتهاء من قضاء الحاجة، فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: « غفرانك » (رواه أحمد والترمذي وأبو داود بسند صحيح) .
ووجه سؤال المغفرة أنَّ الإنسان لَمَّا تَخفَّف من أذيَّة الجسم، ناسب أن يتذكَّر أذيَّة الإثم، فدعا الله أن يُخفِّف عنه أذية الإثم، كما أعانه بتخفيف أذية الجسم، وقيل في مناسبة الاستغفار في هذه الحال: إظهار العجز عن شكر النعمة في تيسير الغذاء، وإيصال منفعته، وإخراج فضلته، وإبقاء قوته في جسد العبد .. والله أعلم.
(2) الاستغفار بعد الوضوء، فيُسَن للمسلم أن يستغفر الله عند إتمام الوضوء، لما روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من توضأ فقال "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك"، طُبع بطابع ثم رفعت تحت العرش فلم تكسر إلى يوم القيامة » (أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة بسند صحيح) .