أدلة توحيد الألوهية
أدلة توحدي الألوهية
لقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة، وتنوعت دلالتها في وجوب إفراد الله بالعبادة؛ فتارة تأتي نصوص الكتاب آمرةً بتوحيد الله أمراً مباشراً، وتارة تأتي مبينةً الهدف من خلق الجن والإنس، وتارة تأتي موضحةً الغاية من إرسال الرسل وإنزال الكتب، وتارة تأتي محذرةً من مخالفته، وتارة تأتي لبيان ثواب من عمل به في الدنيا والآخرة، وتارة لبيان عقوبة من تركه، وتخلى عنه، أو ناوأه، وحارب أهله.
فمن تلك الأدلة من الكتاب والسنة على وجود إفراد الله بالعبادة قوله _ تعالى _:[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ](البقرة: 21).
وقوله:[فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ](هود:123).
وقوله:[فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ](قريش:3).
وقوله:[وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً](النساء: 36). وقوله:[قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً](الأنعام: 151)، وقوله:[وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ](الإسراء: 23)، وقوله:[وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ](الذاريات: 56)، وقوله:[وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً](الإسراء: 39)، وقوله:[إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نسْتَعِينُ](الفاتحة: 5)، وقوله:[وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ] (الأنبياء: 25)، وقوله:[وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ] (النحل:36).
ومن السنة ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن معاذ قال: كنت رديف النبي " على حمار فقال لي: يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟ .
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً .
قلت: أفلا أبشر الناس؟
قال: لا تبشرهم فيتكلوا ([1]).
----------------------------------
([1]) البخاري 8/164، ومسلم 1/58.