أخفى الله عنا غضبه في معصيته حتى نجتنب محقّرات الذنوب
نعمة عظيمة
أخفى الله عنا غضبه في معصيته حتى نجتنب محقّرات الذنوب
إن الله تعالى أخفى غضبه في معصيته..... فلا تستصغرن من الذنوب شيئا .... وتذكر أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها, فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض...
وتذكر من أحبط الله عمله لقوله : والله لا يغفر الله لفلان.....
فربما وافق سخطه معصيته وأنت لا تعلم ...
فمن مداخل الشيطان على الصالحين مُحَقَّرَات الذنوب فيهوين الشيطان بعض الذنوب ويصغرها في النفوس فلسان مقال الشخص أو حاله يقول أنا أقوم بالواجبات واجتنب الكبائر فإن لم يكن علي إلا كذا وكذا فالأمر سهل.
وهذا من مكر الشيطان بالعبد وكيده له فلا يزال يقارف هذه الصغائر حتى تهلكه فعن أبي أيوب الأنصاري - رضى الله عنه - قال
" إن الرجل ليعمل الحسنة فيثق بها ويغشى المُحَقَّرَات، فيلقى الله يوم القيامة وقد أحاطت به خطيئته، وإن الرجل ليعمل السيئة، فما يزال منها مشفقًا حذرًا حتى يلقى الله يوم القيامة آمنًا"
رواه أسد بن موسى في الزهد ورواته ثقات
أخي إياك ومُحَقَّرَات الذنوب فصغائر الذنوب إذا أصر عليها صاحبها لم تكن صغائر فالصغيرة مع الإصرار عليها تكون كبيرة
وهذا معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - -والله أعلم-
" يَا عَائِشَةُ إِيَّاكِ وَمُحَقِّرَات الذُّنُوبِ فَإِنَّ لَهَا مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ طَالِبًا "
رواه الإمام أحمد (24651) وصححه ابن حبان (5568)
فيحاسب العبد على هذه الصغائر المصر عليها وهذا معنى
قول النبي - صلى الله عليه وسلم -
" فَإِنَّ لَهَا مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ طَالِبًا "
والله أعلم.
أخي إياك ومُحَقَّرَات الذنوب فاستصغار الذنوب لا يصدر من المؤمن الحق إنما يصدر من الفاجر الموغل في المعصية فالمؤمن دائم الخوف والمراقبة يستصغر عمله الصالح ويخشى من صغير عمله السيء بخلاف الفاجر فهو لا يأبه بما يصدر منه من ذنوب
فعن عبدالله بن مسعود - رضى الله عنه - قال
«إِنَّ المُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ» فَقَالَ بِهِ هَكَذَا، قَالَ أَبُو شِهَابٍ: بِيَدِهِ فَوْقَ أَنْفِهِ"
رواه البخاري (6308)