للتوحيد فضائل عظيمة، وآثار حميدة، ونتائج جميلة


الشيخ / هاني حلمي عبد الحميد

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
فهذه مذكرة حول ثمرات التوحيد وأهميته وخطورة الشرك وأقسامه

 


أولا : للتوحيد فضائل عظيمة، وآثار حميدة، ونتائج جميلة، اذكر بعضها ؟
(1) التوحيد الخالص يثمر الأمن التام في الدنيا والآخرة، قال الله عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}([1]).

 


(2) يغفر الله بالتوحيد الذنوب ويكفر به السيئات، ففي الحديث القدسي عن أنس رضي الله عنه يرفعه: "يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة"([2]).
 

 

(3) يدخل الله به الجنة، فعن عبادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل"([3])، وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: "من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة"([4]).
 

 

 

(4) التوحيد يمنع دخول النار بالكلية إذا كمل في القلب، ففي حديث عتبان رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: "... فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله"([5]).
 

 

(5) يمنع الخلود في النار إذا كان في القلب منه أدنى حبة من خردل من إيمان([6]).
 

 

(6) التوحيد هو السبب الأعظم في نيل رضا الله وثوابه، وأسعد الناس بشفاعة محمد صلّى الله عليه وسلّم: "من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه أو نفسه"([7]).
 

 

(7) جميع الأعمال، والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها، وفي ترتيب الثواب عليها على التوحيد، فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت.
 

 

(8) التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه، وكرَّه إليه الكفر والفسوق والعصيان، وجعله من الراشدين.
 

 

(9) التوحيد يخفف عن العبد المكاره، ويهوِّن عليه الآلام، فبحسب كمال التوحيد في قلب العبد يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرح ونفس مطمئنة، وتسليمٍ ورضًا بأقدار الله المؤلمة، وهو من أعظم أسباب انشراح الصدر.
 

 

(10) الله عز وجل يدافع عن الموحدين أهل الإيمان شرور الدنيا والآخرة، ويمنُّ عليهم بالحياة الطيبة، والطمأنينة إليه، والأُنس بذكره.
 

 

قال العلامة السعدي رحمه الله: "وشواهد هذه الجمل من الكتاب والسنة كثيرة معروفة، والله أعلم" [القول السديد في مقاصد التوحيد ص25.]
 

 

وقال ابن تيمية رحمه الله: "وليس للقلوب سرور ولذة تامة إلا في محبة الله تعالى، والتقرب إليه بما يحبه، ولا تتم محبة الله إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه، وهذا حقيقة لا إله إلا الله"[مجموع الفتاوى، 28/32 ]
 

-------------------------------------------


([1])  سورة الأنعام، الآية: 82.
([2])  الترمذي، كتاب الدعوات، باب فضل التوبة والاستغفار، 5/548، برقم 3540، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 3/176، وسلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 127، 128.
([3])  متفق عليه: البخاري، كتاب الأنبياء، باب قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ} 4/168، برقم 3252، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا، 1/57، برقم 28.
([4])  مسلم، كتاب الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، 1/94 برقم 93.
([5])  متفق عليه: البخاري، كتاب الصلاة، باب المساجد في البيوت، 1/126، برقم 425، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر، 1/455-456، برقم 33.
([6])  انظر: صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، برقم 7410، وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، 1/170، برقم 183، ورقم 193.
([7])  البخاري، كتاب العلم، باب الحرص على الحديث، 1/38، برقم 99.

التالى

مقالات مرتبطة بـ للتوحيد فضائل عظيمة، وآثار حميدة، ونتائج جميلة

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day