السِّتيرُ
السِّتيرُ
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن اللهَ عز وجل حليمٌ حيي سِتيرٌ، يُحِبُّ الحيَاءَ والسَّترَ) ([1])، وتقدم الدليل أيضا مقرونا مع اسم الله الحيي .
والستير سبحانه هو الذي يحب الستر ويبغض القبائح، ويأمر بستر العورات ويبغض الفضائح يستر العيوب على عباده وإن كانوا بها مجاهرين ويغفر الذنوب مهما عظمت طالما كان العبد من الموحدين، وإذا ستر الله عبدا في الدنيا ستره يوم القيامة، وصح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لاَ يَسترُ الله عَلى عَبْدٍ في الدنيَا إلا سَترَه الله يَومَ القيَامَةِ) ([2]) .
وصح أيضا أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن اللهَ يُدْنِي المؤمِن فيَضَعُ عَليْه كَنفه ويَسترُه فيَقول: أتعْرِف ذنبَ كَذا ؟ أتعْرِف ذنبَ كَذا ؟ فيَقول: نعَمْ أيْ رَب حتى إذا قرَّرَه بذنوبه، ورَأى في نفسِه أنه هَلك قال: سَترتها عَليْك في الدُّنيَا، وأنا أغفِرُهَا لك اليَومَ فيُعْطَى كِتابَ حسَناته، وأمَّا الكافِرُ والمنافِقون فيَقول الأشهَادُ هَؤُلاَءِ الذِين كَذبُوا عَلى رَبهمْ ألاَ لعْنة الله عَلى الظالمِين) ([3]) .
ومن الدعاء باسم الله الستير ما صح من حديث ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: (لمْ يَكُن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هَؤُلاَءِ الدَّعَواتِ حِين يُمْسِي وحِين يُصْبحُ: اللهمَّ إني أسألكَ العَافِيَة فِي الدُّنيَا والآخِرَةِ، اللهمَّ إني أسألكَ العَفو والعَافِيَة فِي دِينِي ودُنيَاي وأهلي ومَالي، اللهمَّ استر عَورَاتِي وآمِن رَوعَاتِي، اللهمَّ احْفظنِي مِن بينِ يَدَي ومِن خلفِي، وعَن يَمِينِي وعَن شِمَالي ومِن فوقِي وأعُوذ بعَظمَتك أن أغتال مِن تحْتِي) ([4]) .
(اللهم استر عورتي، وآمن روعتي، واقض عني ديني) ([5]) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه الستير أن يستر على نفسه وغيره الحرمة، وأن يكثر من الطاعة والتهجد في الظلمة، وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ومَن سَترَ مسلمًا سَترَه الله يَومَ القيَامَةِ) ([6])، وقال صلى الله عليه وسلم : (كُل أمَّتِي معَافى إلا المجَاهرِين، وإن مِن المجَانة أن يَعْمَل الرَّجُل بالليْل عَمَلا، ثمَّ يُصْبح وقدْ سَترَه الله، فيَقول: يَا فلاَن عَمِلت البَارِحة كَذا وكَذا، وقدْ بَات يَسترُه رَبه ويُصْبحُ يَكْشِف سِترَ الله عَنه) ([7]) .
وصح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ومَن أصَابَ مِن ذلكَ شيْئًا ثمَّ سَترَه الله فهو إلى الله، إن شاءَ عَفا عَنه، وإن شاءَ عَاقبه) ([8]) .
------------------------------------------
(1) صحيح أبي داود (3387) .
(2) صحيح مسلم (2590) .
(3) صحيح البخاري (2309) .
(4) صحيح الجامع (1274) .
(5) السابق (1262) .
(6) صحيح البخاري (2310) .
(7) صحيح البخاري (5721) .
(8) السابق (18) .