الشيطان وسبل الوقاية منه


فريق عمل الموقع

إن الشيطان لا ييأس ولا يفتر ولا يتعب من أجل غواية بني آدم وإخراجهم من الحق إلى الباطل ومن الخير إلى الشر فهذه وظيفته حتى يفارق الإنسان هذه الحياة، وقد جاء في الحديث الصحيح أن عرش ابليس على الماء وفي صباح كل يوم يجمع ذريته ويعطيهم التكاليف وينشرهم في الأرض ليفسدوا فيها ويكون أقربهم منه منزلة أكثرهم افساداً لبني آدم.

فعداوة الشيطان لبني آدم مستقرة ومستمرة، لا تهدأ ولا تبطل، والمسلم في هذه المعركة مع الشيطان يحتاج إلى أسلحة وأدوات يستطيع بها أن يتغلب على الشيطان، وأن يقف ثابتاً وصامداً على الحق والصراط المستقيم، ويقي بها نفسه من وساوس الشيطان ومكره وجنوده.

ومع ما للشيطان من سبل، وما مكنه الله من إمكانيات لم يعطها الله لبني آدم {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم، وبالرغم من عدم انشغال الشيطان بشيء إلا غواية بني آدم، وبالرغم من تعدد الأساليب والمداخل الشيطانية المتنوعة والخطيرة والكيد بالليل والنهار دون توقف، إلا أنه –وبالرغم من كل إلا أن كيده ضعيف،

قال تعالى:

{إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}

[النساء:76]

 وهو أضعف، فآية مثل آية الكرسي تؤذيه، واستعاذة تصرفه.

لقد أرشدنا الله في كتابه الكريم أرشدنا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في سنته إلى سبل الوقاية من الشيطان؛ فمن ذلك: -

-   الإخلاص لله في سائر الأعمال وحسن العبودية لله

{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}

[الحجر:39-40].

فأخبر الشيطان بنجاة المخلصين منه.

-   الاستعاذة بالله

قال تعالى:

{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعُ عَلِيمُ}

[فصلت 200]

وفي موضع آخر:

يقول جل جلاله

{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

[فصلت 36]

وعن سليمان بن صرد:

أن رجلين استبَّا عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى احمرَّ وجه أحدهما فقال صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .

-  قراءة المعوذتين

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما.

-  قراءة آية الكرسي

ففي قصة أبي هريرة حين وكله الرسول صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، وجاءه الشيطان وأخذ من الطعام بلا إذن ولا حق، في نهاية القصة قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلماتٍ ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: ما هي؟ قلت: قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح -وكانوا أحرص شيء على الخير -، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: أما إنه قد صدقك وهو كذو

-    قراءة سورة البقرة

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

لا تجعلوا بيوتكم مقابر، وإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.

ذكر الله -عز وجل

عن الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

إن الله تعالى أمر يحيى بن زكريا عليه السلام بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وفيه ((........... وأمركم بذكر اللهِ كثيرًا، ومثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ طلبه العدوُّ سراعًا في أثَرِه فأتى حصنًا حصينًا فأحرز نفسَه فيه، وإنَّ العبدَ أحصنُ ما يكون من الشيطانِ إذا كان في ذِكرِ اللهِ تعالى ...))

 الإكثار من قول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" مائة مرة.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه -أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم –قال:

"من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك"

-  الوضوء

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه -أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم – قال:

يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".

-  تقوى الله ومخافته     

يقول تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}

[الأعراف:201]

قال طلق بن حبيب عن التقوى: "أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخشى عقاب الله".

فاللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين ... ونعوذ بك ربنا أن يحضرون

التالى

مقالات مرتبطة بـ الشيطان وسبل الوقاية منه

  • ذكر الله تعالى

    الشيخ محمد جميل زينو

    طرق الوقاية من الذنوب رابعًا: ذكر الله تعالى لقد أمر الله تعالى بالإكثار من ذكره، وذلك لسهولته وأهميته، لذلك كان

    14/01/2024 341
  • باب ما جاء في النشرة

    محمد بن عبد الوهاب

      عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال: "هي من عمل الشيطان" رواه أحمد

    22/04/2010 6031
  • الشوق إلى الله عز وجل

    الشيخ عمر عبد الكافي

    أنت غريب في المجتمع، لكن غربتك هذه تدعوك إلى أن تشتاق للقاء الله عز وجل، أن يكون عندك شوق ومحبة، وعندك اندفاع

    08/07/2013 620
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day