مشهد لحسنة العابدة تزهد في الرجال ، وتتفرغ للعبادة
وهذه حسنة العابدة المحبة لله تعالى ، تترك الزواج ، وتزهد في الرجال ، وتتفرغ للعبادة ، على ما بها من جمال ؛ فعن محمد بن قدامة ، قال : " بلغنا أن امرأة كان يقال لها حسنة ، تركت نعيم الدنيا ، فأقبلت على العبادة ، فكانت تصوم النهار ، وتحيي الليل ، وليس في بيتها شئ ، كلما عطشت ؛ خرجت إلى النهر ، فشربت بكفيها . وكانت جميلة ، فقالت لها امرأة : تزوجي ؛ فقالت : هاتي رجلاً زاهداً ، لا يكلفني من أمر الدنيا شيئاً ، وما أظنك تقدرين عليه ، فوالله ما في نفسي أن أعبد الدنيا ، ولا أتنعم مع رجال الدنيا ، فإن وجدت رجلاً يبكي ، ويبكيني ، ويصوم ، ويأمرني ، ويتصدق ، ويحضني عليها ، فبها ونعمت ، وإلا فعلي الرجال السلامة " (1) .
المراجع
- صفة الصفوة،لابن الجوزي: 252/2 .