الومضة القرآنية


فريق عمل الموقع


الومضة القرآنية

 قال تعالى:

﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾

[ سورة الطارق: 12].


يقول تعالى:﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْع﴾، والصدع لغة الشق أو الفالق أو الانكسار، وهو كسر يقع في صخور القشرة الأرضية مصحوبة بحركة انزلاقية للكتل المتاخمة من طبقات الصخور الموجودة على جانبيه سواء كان ذلك في الاتجاه الرأسي أو الأفقي. ولقد أقسم الله تعالى بالأرض ومابها من صدع، فما الذي يجعل هذا الصدع يستحق هذا القسم الغليظ؟ وما هي أهمية وجود الصدوع في كرتنا الأرضية؟ 


ولقد ثبت علميا أن الأرض محاطة بشبكة هائلة من الصدوع الارضية تتصل ببعضها البعض وكأنها صدع واحد. وأن الطبقة الصخرية الخارجية للكرة الأرضية والمعروفة بالليثوسفير والتي يبلغ سمكها في قيعان المحيطات حوالي 65- 70كم وتحت القارات حوالي 100- 150كم، ومقسمة بشبكة من الصدوع العميقة تصل إلى اثني عشر لوحًا، بالإضافة إلى عدة ألواح صغيرة تسمى لويحات (microplates or platelets) حيث تطفو هذه الألواح على طبقة شبه منصهرة معروفة بالأثنوسفير (asthenosphere)، ولقد أكتشف حديثا صدوع منتصف المحيطات Mid-Ocean Rifts ، والتي وضحتها نظرية الألواح التكتونية Tectonic Plates والتي صيغت في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي فقط. 


ومن أهم وظائف هذه الصدوع العملاقة أنها تعمل كممرات طبيعية للحرارة المختزنة في داخل الأرض، وبالتالي إطلاق الحرارة الكامنة داخل الكرة الأرضية، ولولاها لانفجرت بنا الأرض.‏ وتكون الصدوع أحيانا محابس أو مصائد نفطية، كما أن للصدوع أهمية كبيرة في تكوين بعض الخزانات الصخرية للمياه الأرضية. وتعمل الفوالق أيضا كمجرى للمحاليل المعدنية لتصل إلى الأماكن التي تترسب فيها، وقد تترسب بعض المعادن الاقتصادية في الشق الرئيسي للفالق. 


ولقد أقسم الله تعالى بشيء لم يعرفه إنسان في ذلك الوقت من حيث موقعه أو ضخامة حجمه. وهنا يتجلى دقة استخدام المصطلح العلمي القرآني لكلمة (الصدع) ويتجلى وجه من وجوه الإعجاز العلمي للقرآن الكريم. 

وتعتبر الصدوع من أبرز علامات الكرة الأرضية، حيث كانت وما زالت سبباً في تشرب الغازات من الغلاف الجوي، والغلاف المائي للكرة الأرضية، كما أنها سبباً في تكوين وتكسير القارات وتكوين الجبال وإخصاب القشرة بمعادن جديدة بشكل منتظم وفي تحريك ألواح الليثوسفير. وبالتالي يعتبر سبق القرآن الكريم بمصطلح علمي دقيق للصدوع السطحية أو المخبوءة عميقاً تحت سطح الأرض والمعروفة حديثا في علم الجيولوجيا بنفس المسمى، لدليلاً جازماً على أن القرآن الكريم كلام الله العليم الحكيم. 

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ الومضة القرآنية

  • البرزخ المائي

    أ.د. أحمد مليجي

    الومضة القرآنية  البرزخ المائي أ.د. أحمد مليجي قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ

    05/09/2024 249
  • استحضار الحقائق القرآنية

    د. فهد صالح العجلان

    استحضار الحقائق القرآنية له أثر عظيم في تقويم مسار المسلم .. فقد يغفل، ويغلط، ويبدِّل، ويبتعد من حيث لا يشعر، فإذا

    12/10/2020 1587
  • حلول عملية​

    فريق عمل الموقع

    {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً

    26/12/2024 7
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day