مشهد لأبي ريحانة ينسى شهوته في ليله
مشهد لأبي ريحانة ينسى شهوته في ليله
وهذا أبو ريحانة ،
الصحابي الجليل
المحب لله ، ينسى شهوته وحاجته إلى أهله في ليله؛ فعن ضمرة بن حبيب بن صهيب، عن مولى أبي ريحانة وكان من أصحاب النبي ﷺ
أنه قفل من بعث غزا فيه، فلما انصرف أتى أهله، فتعشى من عشائه ، ثم دعا بوضوء،
فتوضأ منه، ثم قام إلى مسجده(1)، فقرأ سورة، ثم أخرى، فلم يزل ذلك
مكانه كلما فرغ من سورة؛ افتتح الأخرى، حتى إذا أذن المؤذن من السحر شد عليه ثيابه ، فأتته امرأته، فقالت: يا أبا ريحانة، قد غزوت، فغبت في غزوتك، ثم قدمت إلي لم يكن لي منك حظ ونصيب؟، فقال بلى،والله ما خطرت لي على بال ولو ذكرتك؛ لكان لك علي حق، قالت: فما الذي يشغلك يا أبا ريحانة؟ قال: لم يزل يهوى قلبي فيما وصف الله تعالى في جنته من لباسها، وأزواجها، ونعيمها، ولذاته ا، حتى سمعت المؤذن (2) * هذا الذي فعله أبو ريحانة من عدم إتيانه أهله بعد العودة من الغزو
لا يحمد، وكان الأولى به أن يأتي مسجد حيه، فيصلي فيه ركعتين، كما هو السنة في ذلك، ثم يأتي أهله؛ فيقضي حاجته منها، وحاجتها منه، و
لكنه قد يعذر إذا غلبه الفكر في أمر الآخرة، وحبه للقيام بين يدي الله تعالى؛ فأنساه ذلك زوجته، وهذا ممكن، فإن الإنسان ربما نسي الحبيب إذا حضر من هو أحب إليه منه، والله تعالى أعلم
المراجع
(1) يعني مسجد بيته، فإنه كان يخصص في البيوت مكان للصلاة، يُسَمَّى مسجد البيت
(2) الزهد والرقائق، لابن المبارك، والزهد، لنعيم بن حماد 304/1 والإصابة في تمييز الصحابه لابن حجر 291/3