كيف يكون التوسل إلى الله بالحال؟
التوسل إلى الله تعالى يكون بأسمائه وصفاته، وبالعمل الصالح، كأن يقول الداعي: اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، أو أن يقول: الله إني أسألك بعلمك ورحمتك، أو أن يقول: اللهم إني أسألك بحبي لك، وحبي لنبيك صلى الله عليه وسلم.
وهذا التوسل ثابت في السنة الصحيحة.
ومن التوسل المشروع: أن يتوسّل العبد بفقره إلى الله، كما قال الله تعالى عن نبيه أيوب عليه السلام : ({أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)، أو بظلم العبد نفسه ، وحاجته إلى الله كما قال تعالى عن نبيه يونس عليه السلام : (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).
فإذا كان المراد من التوسل بالحال، هو ذكر فقر العبد وحاجته إلى الله، فلا حرج فيه؛ فإن إظهار الفقر والحاجة والتذلل من أسباب إجابة الدعاء، كما قال تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).
والتضرع: التذلُّل والخضوع. وينظر: "زاد المسير" (2/ 129).
وذكر الحال والضعف يدخل في الشكوى، والشكوى إلى الله مشروعة لا تنافي الصبر، وإذا قرنت بالدعاء كان ذلك حسنا لما في ذلك من الافتقار والتذلل.
قال ابن القيم رحمه الله: " ولا تضاده الشكوى الى الله، كما تقدم في شكاية يعقوب الى الله مع قوله "فصبر جميل".
وأما إخبار المخلوق بالحال فإن كان للاستعانة بإرشاده أو معاونته والتوصل الى زوال ضرره لم يقدح ذلك في الصبر، كإخبار المريض للطبيب بشكايته، وإخبار المظلوم لمن ينتصر به بحاله، وإخبار المبتلى ببلائه لمن كان يرجو أن يكون فرجه على يديه، وقد كان النبي إذا دخل على المريض يسأله عن حاله ويقول كيف نجدك؟ وهذا استخبار منه واستعلام بحاله" انتهى من "عدة الصابرين"، ص271
فلا حرج في شكوى العبد لربه، وإخباره بحاله وضعفه وما في قلبه، ثم يعقب تذلله وافتقاره بسؤاله ربه أن يكشف همه، ويفرج كربه، ويقضي حاجته، فيكون إخباره بالحال والضعف توسلا يقدمه بين يدي دعائه، سواء فعل ذلك في الصلاة أو خارجها.