فضل أهل الإيمان (28)
أما مبشرات الدنيا فكثيرة ومنها:
1- الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له:
فقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: " لم يبق من النبوة إلى المبشرات " قالوا وما المبشرات؟ قال: " الرؤيا الصالحة ".
وقال النبي ﷺ في تفسير قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ﴿63﴾ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ﴾ (يونس:63-64) هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له " (رواه الترمذي).
2- ثناء الخلق عليهم ومحبتهم لهم:
فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله ﷺ: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه قال: " تلك عاجل بشرى المؤمن " وفي رواية عند مسلم كذلك " ويحبه الناس ".
ولذلك علماء أهل السنة هم أوفر الناس نصيبا من هذه البشرى، وهذا يدل على أنهم أسعد الناس حالاً في الآخرة.
3- أهل الإيمان لهم قدم صدق عند ربهم:
قال تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾ (يونس:2).
قال ابن كثير- رحمه الله- في تفسيره 1/142 في معنى قوله تعالى " قدم صدق ":
واختلفوا فيه فقال على ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما " قدم صدق " سبقت لهم السعادة في الذكر الأول، وقال العوفي عن ابن عباس أيضا رضي الله عنهما: يقول أجرا حسنا بما قدموا، وكذا قال الضحاك والربيع بن أنس.. وقال مجاهد رحمة الله " قدم صدق " الأعمال الصالحة صلاتهم وصومهم وصدقتهم وتسبيحهم قال ومحمد ﷺ يشفع لهم. أهــ