الفهم الإجمالي للآيات
ونحن نطبق الوسائل السابقة عند تلاوتنا للقرآن قد نجد أمامنا كلمات غريبة لا نعرف معناها.. فهل تتوقف عن القراءة ونبحث عن معناها في التفاسير ؟! مما لا شك فيه أن معرفة المعنى سيزيد الفهم، ويفتح آفاقا جديدة للعقل في تعامله مع الآيات، ولكن في نفس الوقت لو تم ذلك مع كل كلمة غريبة تقابلنا فسينقطع اتصالنا بالقرآن، ومن ثم يضعف تأثرنا به، ويتحول انتفاعنا إلى انتفاع عقلي فقط، وهذا جزء يسير من التغيير الذي نريده؛ فالتغيير الأهم هو ما يُحدثه القرآن في القلب من زيادة إيمان وتوليد الطاقة الدافعة للقيام بأعمال البر بسهولة ويسر، وهذا يستدعي منا الاسترسال مع القراءة، والسماح للآيات أن تنساب داخلنا، ويتصاعد تأثيرها على المشاعر شيئا فشيئا حتى تثيرها وتؤججها، فيؤدي ذلك إلى زيادة الإيمان، ودخول النور إلى القلب فإن قلت : فماذا نفعل إذن لكي يتم فهم الآيات وما تتضمنه من كلمات لا تعرف معناها، وفي نفس الوقت الاسترسال معها ؟!
الحل هو أن نقرأ الآيات ونفهم منها المعنى الإجمالي الذي تدل عليه، ولا تقف عند كل كلمة، بل نأخذ المعنى الإجمالي من السياق، ولقد أرشدنا رسول الله ﷺ إلى هذه الطريقة بقوله: «إن القرآن لم ينزل يُكذِّب بعضه بعضا، بل يُصدق بعضه بعضا، فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم فردوه إلى عالميه .
يقول ابن مسعود رضي الله عنه إن للقرآن منار كمنار الطريق، فما عرفتم منه فتمسكوا به، وما يشبه عليكم - أو قال: شُبه عليكم - فكلوه إلى عالمه ).