الرؤوف
الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: ١٤٣].
وقال تعالى: ﴿ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [التوبة: ١١٧].
وقال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [النحل: ٧].
المعنى:
الرؤوف من الرأفة، وهي شدة الرحمة وأعلى معانيها، وقيل: الرأفة أرقُّ من الرحمة.
فمعنى اسم الله الرؤوف، الرحيم بعباده، المتناهي في الرحمة، العطوف عليهم بألطافه، شديد الرحمة بهم، لا أرحم منه سبحانه وتعالى.
والفرق بين الرؤوف والرحيم هو أن الرؤوف أبلغ من الرحيم، لأن الرأفة أعلى معاني الرحمة، قال أبو حامد الغزالي: "الرؤوف ذُو الرأفة، والرأفة شدَّة الرَّحْمَة، فهو بمعنى الرحيم مع المبالغة فيه". (المقصد الأسنى)
وقيل: إن الرحمة قد يصاحبها شيء يكرهه الإنسان لمصلحته، أما الرأفة فليس فيها شيء يكرهه الإنسان، كما قال تعالى في عقوبة الزناة: ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النور: ٢]، ولذلك يقال لمن أصابه بلاء في الدنيا: لعل الله أراد أن يرحمه بهذا البلاء، ولا شك أن البلاء يكرهه الإنسان، ولكن عاقبته خير لمن صبر واحتسب.
مقتضى اسم الله الرؤوف وأثره:
اسم الله الرؤوف فيه إثبات صفة الرأفة لله تعالى على ما يليق بكماله وجلاله.
كما أن هذا الاسم يزيد من تعلّق العبد برحمة الله تعالى وعطفه، ويفتح آفاقاً من الرغبة والرجاء لكل من ابتعد عن الله، وانغمس في الذنوب والمعاصي، فلا ييأس ولا يقنط من رحمة الله الرؤوف الرحيم.
كما أن هذا الاسم العظيم يحث العبد على الرأفة بالخَلْق، والرحمة بهم، لأن من كان بهذه الصفة استحق رحمة الله تعالى، فالجزاء من جنس العمل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: « الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ»؛ رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح، وحسّنه ابن حجر في (الإمتاع).