يعيش العالم اليوم أزمة نسيان


فاتن صبري

دائما ما أكرر كلمات رائعة للدكتور عبد الوهاب المسيري والتي يقول فيها:

يعيش العالم اليوم أزمة نسيان جوهر الأمر، فيقف العالم بلا ركيزة أساسية جوهرية وهي المرجعية.

وبقول:

لقد فقدت الذاكرة الإنسانية، والذاكرة الإنسانية هي ما تجعل الإنسان إنسان، من خلال الذاكرة نتعلم ويصبح لنا تاریخ، من خلال الذاكرة نعرف الخير والشر، و نعرف الحق والباطل، وبالتالي نؤسس حياتنا على هذا الأساس ونختار بين الخير والشر، ولو نسينا جوهر الحياة التعلقت حياتنا بين السماء و الأرض. | لم أجد أدق من قصة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب كشرح مبسط لمقولة الدكتور المسيري.

 

إن ما قدمه أبو طالب دفاغا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقارن بما يقدمه أيا كان نصرة القضايا المسلمين، ومع ذلك نهى الله عز وجل رسوله أن يستغفر العمه.

ما كان النبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم

(التوبة:113)

لم يغضب الرسول ولم يثر لم وبقل: هذا عمي، دافع عني وعن قضيتي.

لماذا؟

لأن جوهر مهمة الرسول كبشر في هذه الحياة هو أن يكون حق الخالق على رأس قائمة أولوياته.

وقضية سيدنا محمد وهي نشر الدين هي أساس كل قضية دينية اليوم، وأساس كل مقدس عند المسلم اليوم، ومع ذلك لم تكن أهم من القضية الأساسية وهي حق.

 ولو تبنى كل مسلم اليوم القضية الأساسية والجوهر الأساسي والهدف الأساسي لوجوده في الحياة وهو الدفاع عن حق الخالق، لحصل المسلمون على النصر والتمكين في مقدساتهم.

فلا يجب أن أغضب كمسلم إلا لانتهاك حق الخالق، ولا أحزن إلا على المساس بحق الخالق.

فالخالق لا يسامح في انتهاك حقه.

{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما}

(النساء:48)

فلا يجب أن يكون حق الخالق أهون الحقوق على المسلم.

 فأنا إذا أردت أن أعرف أولوبات شخص ما أقابله في حياتي، فعلي فقط أن أنظر إلى ما يجعل هذا الشخص يتعصب و بغضب.

هل حق الخالق أولوية في حياته؟

وكثيرا ما نسمع من الناس اليوم عندما يساعدهم إنسان ويخلص لهم المحبة والدعم، فيرددون عبارات عند التعامل معه أو الاصطدام بموضوع يخص أحبائهم مثل: أنت عزيز علي وساعدتني كثيرا ولكن:

• والدي خط أحمر.

• زوجي لا أتهاون في حقه.

• أبنائي هم نقطة ضعفي.

• عائلتي حياتي.

ونجدهم في المقابل يتهاونون في حق خالقهم.

التالى

مقالات مرتبطة بـ يعيش العالم اليوم أزمة نسيان

  • وجوده تعالى فطري

    محمد الغزالي

      وجود الله تعالى من البداهات التي يدركها الإنسان بفطرته، ويهتدي إليها بطبيعته وليس من مسائل العلوم المعقدة،

    28/02/2010 5274
  • السعادة في ظل الإيمان

    الشيخ سعيد بن مسفر

    في ظل الإيمان بالله، وفي ظل الدين يعيش الإنسان سعيداً ولو سكن كوخاً، ولو أكل رغيفاً، ولو لم يتزوج زوجةً، ولو لم

    23/01/2014 468
  • السعادة في ظل الإيمان

    الشيخ سعيد بن مسفر

      في ظل الإيمان بالله، وفي ظل الدين يعيش الإنسان سعيداً ولو سكن كوخاً، ولو أكل رغيفاً، ولو لم يتزوج زوجةً،

    31/03/2013 4853
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day