الله القادر، القدير، المقتدر
وجميع هذه الأسماء وردت في القرآن وأكثرها ورودًا القدير ثم القادر ثم المقتدر قال تعالى:
{والله على كل شيء قدير}
وقال: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض} [الأنعام: ٦٥]
{وكان الله على كل شيء مقتدراً}
وجميعها تدل على ثبوت صفة "القدرة" لله تعالى، وهي صفة ذاتية [1] لله فهو سبحانه وتعالى كامل القدرة؛ فبقدرته أوجد الموجودات ودبرها، وبقدرته سوَّاها وأحكمها، وبقدرته يحي ويميت ويبعث العباد ويُقّلِّب القلوب ويصرفها عمن يشاء.
ثمرة الإيمان بصفة القدرة الإلهية:
وللإيمان بقدرة الله عز وجل التي دلّت عليها أسماؤه "القدير والقادر والمقتدر" آثارًا عظيمة وثمارًا مباركة تعود على العبد في دنياه وآخرته منها: - أن يُقّوِّي في العبد الاستعانة بالله وحسن التوكل عليه وتمام الالتجاء إليه كما في الحديث «وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك...» الحديث[2] - ومنها تكميل الصبر وتتميمه وحسن الرضا عن الله قال ابن القيم: "من ملأ قلبه من الرضا ملأ الله صدره غنى وأمناً وقناعة، وفرَّغ قلبه لمحبته والإنابة إليه والتوكل عليه ومن فاته حظ من الرضا امتلأ قلبه بضد ذلك واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه".
- ومن آثاره سلامة الإنسان من أمراض القلوب كالحقد والحسد ونحوهما. - ومن آثاره تقوية عزيمة العبد وإرادته في الحرص على الخير وطلبه والبعد عن الشر والهرب منه. - ومن آثاره حسن رجاء الله ودوام السؤال والإكثار من دعائه لأن الأمور كلها بيده.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال متصفا بها، كالعلم والقدرة والسمع والبصر والعزة والحكمة والعلو والعظمة
[2] رواه الترمذي في جامعه برقم: [٢٥١٦] وقال حسن صحيح.
ــــــــــــــــ
فقه الأسماء الحسنى، عبد الرازق بن عبد المحسن البدر التدمرية: تحقيق الإثبات للأسماء والصفات وحقيقة الجمع بين القدر والشرع (ص: 185و185- و 58و59)، ابن تيمية تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي (ص: 22) القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى، لابن عثيمين (ص: 25).