التعريف باسم الله (الخبير)
(الخبير): الخبير العالم بالشيء، يقال (خبرت الشيء واختبرته)، إذا علمته، والخبر: ما أتاك عن نبأ غيرك. [اشتقاق أسماء الله الحسنى للزجاجي 1/127 - 128].
من الخبر الذي يسمع لأن معنى الخبير العالم فالعلم أبدا مع الخبر [تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج 1/ 45].
(الخبير): في حق الله تعالى هو الذي أحاط علمه بالظواهر، والبواطن، والإسرار، والإعلان، والواجبات، والمستحيلات، والممكنات. وبالعالم العلوي والسفلي، وبالماضي، والحاضر، والمستقبل، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء.
وهو العليم المحيط علمه بكل شيء: بالواجبات، والممتنعات، والممكنات، فيعلم تعالى نفسه الكريمة، ونعوته المقدسة، وأوصافه العظيمة، وهي الواجبات التي لا يمكن إلا وجودها، ويعلم الممتنعات حال امتناعها، ويعلم ما يترتب على وجودها لو وجدت كما قال تعالى:
{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}
{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ}
فهذا وشبهه من ذكر علمه بالممتنعات التي يعلمها، واخباره بما ينشأ منها لو وجدت على وجه الفرض، والتقدير، ويعلم تعالى الممكنات، وهي التي يجوز وجودها وعدمها ما وجد منها، وما لم يوجد مما لم تقتض الحكمة إيجاده، فهو العليم الذي أحاط علمه بالعالم العلوي، والسفلي لا يخلو عن علمه مكان، ولا زمان ويعلم الغيب، والشهادة، والظواهر، والبواطن، والجلي، والخفي [تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي 1/194 – 195].
قال الحليمي في معنى الخبير: ومعناه المتحقق لما يعلم، كالمستيقن من العباد، إذ كان الشك غير جائز عليه. فإن الشك ينزع إلى الجهل، وحاشا له من الجهل.
ومعنى ذلك أن العبد قد يوصف بعلم الشيء إذا كان ذلك مما يوجبه أكثر رأيه، ولا سبيل له إلى أكثر منه، وإن كان يجيز الخطأ على نفسه فيه. واللّه (جل ثناؤه) لا يوصف بمثل ذلك، إذ كان العجز غير جائز عليه. والإنسان إنما يؤتى فيما وصفت من قبل القصور والعجز. [الأسماء والصفات للبيهقي 1/82].