معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها - الخبير
الدليل:
قال الله تعالى: {قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} [التحريم: ٣]
{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: ١٨]
المعنى: الخبير من الخَبَر، وهو العلم بالشيء، والخبير على وزن فعيل، فهو صيغة مبالغة، ومعناه أبلغ من العليم، لأن الخِبرة علم وزيادة، فالله الخبير، أي: الذي يعلم دقائق الأمور ويحيط ببواطن الأشياء وخفاياها، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء مهما خَفِي ودقَّ.
قال الغزالي في معنى الخبير: "وهو بمعنى العليم، لكن العليم إذا أضيف إلى الخفايا الباطنة سمي خبرة، وسمي صاحبها خبيراً". (المقصد الأسنى)
مقتضى اسم الله الخبير وأثره: مقتضى اسم الله الخبير استشعار إحاطة الله تعالى بالأمور كلها، وأنه لا يقع شيء في الكون إلا بأمره وعلمه، وأنه ما من أمر يقدّره الله تعالى للإنسان ولسائر المخلوقات إلا عن علم وخبرة، قال عزَّ وجلَّ:
﴿ { أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللطِيفُ الْخَبِيرُ } ﴾ الملك: ١٤
لذا لا بد أن يكون المسلم مطمئناً بأن كل ما يقع له في هذه الدنيا خيرٌ له وصلاح، لأنه صادر من عليم خبير. كما يستوجب على المسلم أن يحاسب نفسه ويراقبها، لأن الله خبير بأقواله وأعماله في سره وعلانيته، قال تعالى:
﴿ {وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } ﴾ [الحشر: ١٨]
يقول العلماء في الفرق بين أسماء الله العليم والخبير والشهيد، أنه إذا كان العلم مطلقاً فالله عليم، وأما إذا أُضيف علم الله إلى الأمور الباطنة والمستترة والخفية فالله خبير، وأما إذا أضيف إلى الأمور الظاهرة فهو شهيد.