التعبد باسم الله (الخبير)
1- العلم بأن الله تعالى هو الخبير بخفايا الأمور وما يسرّه العبد وبدقائق الكون:
كالصدقة الخفية، وانقضاء عدة المرأة، والحزن والفرح، والبخل، والعدل، وجهاد النفس، واختلاس النظر، والذنوب، وتقوى القلب، والنوايا، قال سبحانه:
{يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 16]
وهو سبحانه الخبير بدقائق الكون فقال تعالى:
{الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 59]، وقال سبحانه: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} [النمل: 88]
2- اليقين بأن خبرة الله ليست كخبرة البشر فوحده الخبير بمفاتح الغيب:
فعَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" {مَفَاتِحُ الغَيْبِ} [الأنعام: 59] خَمْسٌ: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنْزِلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) " [صحيح البخاري 6/56 حديث 4627]
3- اعلم بأن الخبير يراك فلا تفعل ما يسخطه عليك:
فقال تعالى:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16]
4- مراقبة الله الخبير ومناجاته:
فمن عرف الخبير سبحانه راقبه وتأدب سلوكه فاستقام، وناداه نداء خفيًا
{ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا . إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا} [مريم: 2، 3]
5- الدعاء باسم الله الخبير:
كقولك إلهي أنت العليم الخبير بالدقائق والخفايا، وأنت المطلع على المعلنات والسرائر، بصّرني في جميع أحوالي حتى أكون خبيرًا بما ينفعني ويضرني، بصيرًا بما يسعدني ويشقيني، إنك أنت العليم الخبير.