أما صيغ الاستغفار فكل صيغة دعاء يفهم منها طلب المغفرة والمسامحة فهي مشروعة: كطلب العفو، وسؤال المغفرة، والدعاء بالصفح والتوبة، وأشباه ذلك.. لكن لا شك أن أكمل صيغ الاستغفار ما ورد عن النبي المختار صلى الله عليه وسلم.. وقد وردت عنه صلوات الله عليه وسلامه صيغ متعدده.. منها:
. (أستغفر الله.. أستغفر الله.. أستغفر الله).. كان يقولها ثلاثا دبر الصلوات.
. (رب اغفر لي)، وكان يقولها بين السجدتين في صلاته.
. وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:
(كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكْثِرُ أنْ يَقُولَ في رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي.. يَتَأَوَّلُ القُرْآن)
. وعن زيد مولى النبى صلى الله عليه وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(من قال أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إليه.. غُفِر له وإن كان فر من الزحف)
. ومنها أيضا ما ثبت في الصحيحين عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال
(قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم)
. ومن صيغ الاستغفار كذلك ما جاء في صحيح مسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أنَّهُ كانَ إذَا قَامَ إلى الصَّلَاةِ آخِرِ ما يقولُ بيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ:
(اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَسْرَفْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ)