القاهر القهار
الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: ١٨].
وقال تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [الرعد: ١٦].
المعنى:
معنى القاهر، أي: الغالب، فكل شيء تحت قهر الله وسلطانه، فهو سبحانه القاهر الذي يقهر الأشياء ويجريها على ما يشاء، وقهره سبحانه قهر عدلٍ وحقٍ منزّه عن الظلم والجور.
قال ابن كثير رحمه الله: "﴿ وهو القاهر فوق عباده ﴾ أي: هو الذي خضعت له الرقاب، وذلّت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كل شيء، ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمته وجلاله وكبريائه وعلوه وقدرته الأشياءُ، واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت قهره وحُكْمه". (تفسير ابن كثير)
واسم القهّار صيغة مبالغة من القاهر، قال تعالى: ﴿ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [إبراهيم: ٤٨].
مقتضى اسمي الله القاهر القهّار وأثرهما:
هذان الاسمان الجليلان يعرّفان العبد بصفة من صفات الله تعالى وهي القهر والغلبة، وأن كل قهر يقع بين المخلوقين فهو تحت قهر الله وسلطانه، فأقوى مخلوق يتضاءل ويتصاغر أمام قهر الله تعالى، فأين الجبابرة والأكاسرة عندما ينادي الله يوم القيامة: ﴿ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [غافر: ١٦]، فهذان الاسمان يزرعان في قلب المسلم التعظيم والتمجيد لله تعالى، وأن الله قاهر وغالب ولا بد، قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: ٢١].