كن مع الله يكن معك!
والعبد إذا لم يقبل على الله بطوعه واختياره: أقبل عليه بسوط الضرورة.
قف بالخضوغ ونـاديا الله إن الكريم يجيب من ناداه
وإذا بليت بغربة أو كربة فــــادع الإله ونــاديا اللـه
فإذا حل الهم وادلهم الغم، واشتد الكرب، وعظم الخطب، وضاقت السبل، وبارت الحيل: نادى المنادي: يا الله!
إذا اشتد المرض بالمريض، وعجز الطبيب: نادى: يا الله! إذا اضطرب المركب في ظلمات البحر، وتلاعبت به الريح؛ نادى المنادي: يا الله! إذا أجدبت الأرض، ومات الزرع، وجف الضرع: نادى المنادي: يا الله!
إنه الله: الملاذ في الشدة، والأنيس في الوحشة، والنصير في القلة.
الناس أعجز من أن يلحقوا ضرراً لم يأذن به الله، وأن يجروا نفعاً لم يأذن به الله؛ فعلق قلبك بالله!
كل الجبال تنصرف إلا حلبه، وكل الأبواب توصد إلا بابه،
{أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوٓءَ}
[النمل: 62]
قال النسفي رحمه الله: "قال الواسطي: من استغنى بالله لا يفتقر، ومن تعزز بالله لا يذل؛ وقال الحسين: على مقدار افتقار العبد إلى الله، يكون غنياً بالله".
يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشــر بخيـــر فإن الفــارج الله
اليأس يقطــع أحياناً بصاحبـه لا تيأســن فـــإن الكافـــي الله
الله يحـدث بعد العسر ميسرة لا تجزعـــن فـإن القاســــم الله
إذا بليت فثق بالله، وارض به إن الذي يكشف البلوى هو الله
والله ما لك غير الله من أحد فحسبــك الله فــي كــل لك الله
لا إله إلا الله؛ ما عبدناك حق عبادتك! اللهم! إنا نسألك الجنة وما قرب إليها ومن قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.