ذلكم وصاكم به
قال الله تعالى:
{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوٓا أَوْلَٰدَكُم مِّنْ إِمْلَٰقٍۢ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا ٱلْفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُۥ ۖ وَأَوْفُوا ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ بِٱلْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَٱعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ ٱللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِى مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِۦ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 151- 153]
قال ابن كثير رحمه الله: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "من أراد أن ينظر إلى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمة فليقرأ هؤلاء الآيات:
{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ } إلى قوله: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
تتضمن هذه الآيات الكريمة عدداً من الوصايا، تعد في مجملها قوام هذا الدين.
فالآية الأولى:
- تأمر بتوحيد الله وعدم الإشراك به.
- وتأمر بالإحسان إلى الوالدين.
- وعدم الاقتراب من الفواحش الظاهرة والباطنة.
- وعدم قتل الأنفس إلا ما كان بحق كالقصاص من القاتل.
وفي الآية الثانية:
- الوصية بعدم المساس بمال اليتيم.
- والوفاء بالكيل والميزان.
- والعدل في القول والشهادة والحكم، ولو كان ذلك على ذوي القربى.
- والوفاء بالعهد.
وفي الآية الثالثة:
- الوصية بلزوم الصراط المستقيم، صراط الله العزيز.
- والوصية بعدم التفرق.
إن هذه الوصايا فيها قوام الدين كله:
وقوام حياة الأسرة بأجيالها المتتابعة.
وقوام حياة المجتمع بالتكافل والطهارة فيما يجري فيه من معاملات.
وقوام حياة الإنسانية وما يحوط الحقوق فيها من ضمانات مرتبطة بعهد الله.
وهذا هو صراط الله المستقيم، وكل ما عداه سبل تتفرق بالناس عن سبيله الواصل الوحيد.
إن تكرار ذكر الوصية في ختام هذه الآيات يوحي بضرورة العودة إليها وقراءتها مرة بعد مرة.. وبخاصة أن الموصي هو الله تعالى.
{ذَٰلِكُمْ وَصَّٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
{ذَٰلِكُمْ وَصَّٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}
{ذَٰلِكُمْ وَصَّٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
إنها رسالة بل هي رسائل قد نقرؤها في دقائق، ولكن تطبيقها ينتشر حتى يغطي مساحة الحياة.
