مهمته صلى الله عليه وسلم في التعليم والتزكية
قال الله تعالى:
{لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَٰلٍۢ مُّبِينٍ} [آل عمران: 164].
وفي هذه الآية الكريمة بيان فضل الله ونعمته الكبرى التي امتن ومن بها على المؤمنين إذ بعث فيهم سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً يهديهم إلى عبادة الله تعالى.
ومن آخر: هو أن هذا الرسول منهم ومن أنفسهم عربياً بحيث يمكن مخاطبته ومراجعته والفهم عنه.
وبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم هي رحمة للعالمين، وإنما خص المؤمنين بالذكر لأنهم المنتفعون ببعثته.
وقد بينت الآية الكريمة بعض المهمات التي أوكلت للرسول ليقوم بها ومنها:
1- تلاوة آيات الله عليهم بدءاً لدعوتهم إلى دين الله تعالى.
2- فإذا آمنوا بهذا الدين بدأ بتزكيتهم وتطهير نفوسهم من أدران الجاهلية والأخلاق الفاسدة التي كانوا متلبسين بها في حال شركهم.
3- ويعلمهم القرآن والسنة، وينقلهم بذلك من ظلام الجهل إلى نور العلم، وقد كانوا قبل ذلك في ضلال مبين.
وإذا كان الله سبحانه وتعالى يمن على المؤمنين ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم وفيهم فذلك بيان لمكانته عند الله تعالى وكرامته، فهو خاتم النبيين وإمامهم وأفضلهم.
والرسالة التي تحملها هذه الآية الكريمة أنه على كل مسلم أن يعرف من سيرة نبيه صلى الله عليه وسلم وسنته ما يخرج به أن يكون في عداد الجاهلين، لأن معرفة سيرته صلى الله عليه ولم تجعلنا أكثر قدرة على معرفة مكانته.
يضاف إلى ذلك:
1- حمد الله تعالى وشكره على أن من علينا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
2- العمل على الالتزام بما جاء به صلى الله عليه وسلم وذكرته الآية الكريمة، فنتعلم الكتاب والحكمة - وهي السنة النبوية - ونعمل على تزكية أنفسنا وفقاً لما جاء به صلى الله عليه وسلم.