التعريف باسم الله (الحق)
الحق: يقال حققت الشيء أحقه حقا إذا تيقنت كونه ووجوده وفلان محق أي صاحب حق ومنه قولهم شهدت بأن الجنة حق والنار حق [تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج 1/53].
الحق: في ذاته، وصفاته، فهو واجب الوجود كامل الصفات والنعوت، وجوده من لوازم ذاته، ولا وجود لشيء من الأشياء إلا به.
فهو الذي لم يزل، ولا يزال بالجلال، والجمال، والكمال، موصوفاً.
ولم يزل ولا يزال بالإحسان معروفاً.
فقوله حق، وفعله حق، ولقاؤه حق، ورسوله حق، وكتبه حق، ودينه هو الحق، وعبادته وحده لا شريك له هي الحق، وكل شيء إليه فهو حق {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي 1/ 184].
قال الحليمي رحمه الله: الحق ما لا يسع إنكاره ويلزم إثباته والاعتراف به , ووجود الباري عز ذكره أولى ما يجب الاعتراف به يعني عند ورود أمره بالاعتراف به ولا يسع جحوده إذ لا مثبت يتظاهر عليه من الدلائل البينة الباهرة ما تظاهرت على وجود الباري جل ثناؤه [الأسماء والصفات للبيهقي 1/44].
قال الفخر الرازي: واختلفوا هل هو من أسماء الله تعالى، فقيل: الحق مصدر. وهو نقيض الباطل، وأسماء المصادر لا تجري على الفاعلين إلا مجازا كقولنا فلان عدل ورجاء وغياث وكرم وفضل، ويمكن أن يقال: الحق هو الموجود وأحق الأشياء بالموجودية هو الله سبحانه لكونه واجبا لذاته، فكان أحق الأشياء بكونه حقا هو. [مفاتيح الغيب للفخر الرازي 13/17].