الجبار
الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ... ﴾ [الحشر: ٢٣].
المعنى:
قال العلماء: الجبَّار له ثلاثة معان:
الأول: جبر القوة، فهو سبحانه وتعالى الجبَّار الذي يقصم ظهور الجبابرة والظلمة، فكل جبَّار وإن عظم فهو تحت قهر الله عز وجل وجبروته، وفي يده وقبضته.
الثاني: جبر الرحمة، فإنه سبحانه يجبر كسر الضعفاء والفقراء بالغنى والقوة، ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها، وهذا المعنى مأخوذ من الجبر، وهو إصلاح الكسر.
الثالث: جبر العلو، فإنه سبحانه فوق خلقه عالٍ عليهم، وهو مع علوه عليهم قريب منهم يسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويعلم ما توسوس به نفوسهم.
مقتضى اسم الله الجبّار وأثره:
إذا علم العبد أن الله تعالى هو الجبّار ذو الجبروت تواضع وانكسر، ولم يتجاوز حدوده البشرية، فصفة الجبروت صفة مستحقة لله تعالى، فهي صفة كمال لله عزّ وجل، لذلك يُشرع للمسلم أن يقول في ركوعه وسجوده: (سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ) رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح، أما في حق المخلوق فالجبروت صفة مذمومة، لأنه لا يستحقها لضعفه ونقصه، قال تعالى: ﴿ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ [إبراهيم: ١٥].
كما أن اسم الجبّار يمنح الثقة والأمان للضعفاء والمظلومين، لأن الله تعالى سيجبر ضعفهم، ويرفع الظلم عنهم، وينتقم ممن ظلمهم، فهو سبحانه جبّار للضعفاء والمنكسرين، وجبّار على الظالمين الكاسرين.