أقوال السلف في أسماء الله (الكريم - الأكرم)


فريق عمل الموقع

أولًا: أقوال بعض الصحابة والتابعين في أسماء الله (الكريم - الأكرم):

1- قال ابن عباس: {الكريم}: المتجاوز. [تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، ينسب: لعبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - (المتوفى: 68هـ)1/503].

وقال: {الأكرم}: المتجاوز الحليم عن جهل العباد. [تنوير المقباس 1/515].

وقال: {ذو الجلال} ذو العظمة والسلطان {والإكرام} التجاوز والإحسان. [تنوير المقباس 1/ 451].

ثانيًا: أقوال بعض المفسرين في تفسير أسماء الله (الكريم - الأكرم):

1- قال الطبري: {كريم}: ومن كرمه إفضاله على من يكفر نعمه، ويجعلها وصلة يتوصل بها إلى معاصيه. [تفسير الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)، 19/469].

2- قال السمرقندي: {الأكرم}: يعني: المكرم الذي يكرم من يشاء بالإسلام. [بحر العلوم، أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي (المتوفى: 373هـ)، 3/598].

3- قال مكي بن أبي طالب: {الأكرم}: الأكرم من كل شيء. [الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره، وأحكامه، وجمل من فنون علومه، أبو محمد مكي بن أبي طالب حَمّوش بن محمد بن مختار القيسي القيرواني ثم الأندلسي القرطبي المالكي (المتوفى: 437هـ)، 12/8350].

4- قال الماوردي: {الأكرم}: أي الكريم. قال إبراهيم بن عيسى اليشكري: من كرمه أن يرزق عبده وهو يعبد غيره. (تفسير الماوردي - النكت والعيون، أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي (المتوفى: 450هـ)، 6/305].

5- قال فخر الدين الرازي: {كريم}: كريم لا يقطع عنه نعمه بسبب إعراضه عن الشكر. [مفاتيح الغيب - التفسير الكبير، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى: 606هـ)، 24/557].

وقال: {الأكرم}: الكرم إفادة ما ينبغي لا لعوض، فمن يهب السكين ممن يقتل به نفسه فهو ليس بكريم، ومن أعطى ثم طلب عوضا فهو ليس بكريم، وليس يجب أن يكون العوض عينا بل المدح والثواب والتخلص ن المذمة كله عوض، ولهذا قال أصحابنا: إنه تعالى يستحيل أن يفعل فعلا لغرض لأنه لو فعل فعلا لغرض لكان حصول ذلك الغرض أولى له من لا حصوله، فحينئذ يستفيد بفعل ذلك الشيء حصول تلك الأولوية، ولو لم يفعل ذلك الفعل لما كان يحصل له تلك الأولوية، فيكون ناقصا بذاته مستكملا بغيره وذلك محال، ثم ذكروا في بيان أكرميته تعالى وجوها أحدها: أنه كم من كريم يحلم وقت الجناية، لكنه لا يبقى إحسانه على الوجه الذي كان قبل الجناية، وهو تعالى أكرم لأنه يزيد بإحسانه بعد الجناية.

إنك كريم لكن ربك أكرم وكيف لا وكل كريم ينال بكرمه نفعا إما مدحا أو ثوابا أو يدفع ضررا، أما أنا فالأكرم إذ لا أفعله إلا لمحض الكرم وثالثها: أنه الأكرم لأن له الابتداء في كل كرم وإحسان وكرمه غير مشوب بالتقصير ورابعها: يحتمل أن يكون هذا حثا على القراءة أي هذا الأكرم لأنه يجازيك بكل حرف عشرا أو حثا على الإخلاص، أي لا تقرأ لطمع ولكن لأجلي ودع علي أمرك فأنا أكرم من أن لا أعطيك ما لا يخطر ببالك، ويحتمل أن المعنى تجرد لدعوة الخلق ولا تخف أحدا فأنا أكرم من أن آمرك بهذا التكليف الشاق ثم لا أنصرك. [مفاتيح الغيب للفخر الرازي 32/217 – 218].

6- قال القرطبي: {الكريم}: أي المتجاوز عنك. [الجامع لأحكام القرآن - تفسير القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: 671هـ)، 19/245].

7- قال البيضاوي: {مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}: وذكر الْكَرِيمِ للمبالغة في المنع عن الاغترار فإن محض الكرم لا يقتضي إهمال الظالم وتسوية الموالي والمعادي والمطيع والعاصي، فكيف إذا انضم إليه صفة القهر والانتقام والإِشعار بما به يغره الشيطان، فإنه يقول له افعل ما شئت فربك كريم لا يعذب أحداً ولا يعاجل بالعقوبة، والدلالة على أن كثرة كرمه تستدعي الجد في طاعته لا الانهماك في عصيانه اغترارا بكرمه. (أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي (المتوفى: 685هـ)، 5/292).

وذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ذو الاستغناء المطلق والفضل العام. [تفسير البيضاوي 5/172].

8- قال ابن كثير: {كريم}: أي: كريم في نفسه، وإن لم يعبده أحد، فإن عظمته ليست مفتقرة (1) إلى أحد. [تفسير القرآن العظيم، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ)، 6/193].

9- قال الثعالبي: {الكريم}: قال أهل الإشارة: إنما قال: بربك الكريم، دون سائر أسمائه تعالى وصفاته، كأنه لقنه جوابه حتى يقول: غرني كرمك. [تفسير الثعالبي، أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي (المتوفى: 875هـ)، 5/560].

وقال: {الأكرم}: الذي لا يلحقه نقص. [تفسير الثعالبي 5/608].

10- قال جلال الدين المحلي والسيوطي: {الأكرم}: الذي لا يوازيه كريم. [تفسير الجلالين، جلال الدين محمد بن أحمد المحلي (المتوفى: 864هـ) وجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (المتوفى: 911هـ)، 1/814].

ثالثًا: أقوال بعض أهل العقيدة في أسماء الله (الكريم - الأكرم):

1- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقوله {الأكرم} يقتضي اتصافه بالكرم في نفسه وأنه الأكرم وأنه محسن إلى عباده فهو مستحق للحمد لمحاسنه وإحسانه. 

وقوله {ذو الجلال والإكرام} . فيه ثلاثة أقوال:

قيل: أهل أن يجل وأن يكرم. كما يقال إنه {أهل التقوى} أي المستحق لأن يتقى. 

وقيل: أهل أن يجل في نفسه وأن يكرم أهل ولايته وطاعته. 

وقيل: أهل أن يجل في نفسه وأهل أن يكرم. ذكر الخطابي الاحتمالات الثلاثة. 

[مجموع الفتاوى، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى: 728هـ)، 16/ 317- 318].

2- وقال ابن القيم رحمه الله: الله سبحانه غنى كريم ، عزيز رحيم . فهو محسن إلى عبده مع غناه عنه، يريد به الخير، ويكشف عنه الضر، لا لجلب منفعة إليه من العبد، ولا لدفع مضرة، بل رحمة منه وإحسانا.

فهو سبحانه لم يخلق خلقه ليتكثر بهم من قلة ، ولا ليعتز بهم من ذلة ، ولا ليرزقوه قوة ، ولا لينفعوه، ولا ليدفعوا عنه. [إغاثة اللهفان 1/41]. 

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ أقوال السلف في أسماء الله (الكريم - الأكرم)

  • الكريم- الأكرم

    فريق عمل الموقع

    الكريم- الأكرم قال تعالى: (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم)وقال: (اقرأ وربك الأكرم)، الكريم الأكرم "هو الذي

    14/01/2021 1973
  • آيات قرآنية ورد فيها أسماء الله (الكريم - الأكرم)

    فريق عمل الموقع

    وذكر اسم الله (الكريم) في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع، حيث ذكر بلفظ (الكريم) في موضعين، وبلفظ (كريم) في موضع

    22/05/2021 8177
  • الكريم – الأكرم

    الموسوعة العقدية – الدرر السنية.

    قال تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ

    22/05/2021 858
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day