مقال بعنوان: العليم القدير
العليم القدير
في متابعتنا لعدد المرات التي ورد فيها اسم الله (العليم) في كتاب الله، التي بلغ 154 مرة، اقترن بأسماء أخرى من الأسماء الحسنى 95 مرة وأتى منفرداً 59 مرة.. مثل قول الله تعالى:
{وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (البقرة:282)
ومثل قوله سبحانه: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } (آل عمران:63)
وقوله عز وجل: {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} (آل عمران:115).
– هل لاحظت (95) و(59)؟
– نعم، ولكن القصد أن (العليم) ورد منفردا أكثر مما ورد مقترنا بأسماء أخرى.. أكثر اسم اقترن به (السميع) يأتي قبله 32 مرة، والحكيم يأتي بعده 29 مرة، ولكن ورد 59 مرة غير مقترن باسم آخر.
– و(القدير)؟
– (القدير) ورد في كتاب الله عز وجل 45 مرة، منها أربعين مرة لم يقترن باسم آخر، وبـ(العليم) أربع مرات وبـ(العفو) مرة واحدة، ودائما يأتي بعد الاسم الأول مثل قول الله تعالى:
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} (الروم:54)
{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} (الشورى:29)
{عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً ۚ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (الممتحنة:7)
{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا} (الفرقان:54)
{إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} (النساء:149)
{يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة:20)
{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا } (الأحزاب:27)
وكما كان مع (العليم) أن الله (بكل شيء عليم).. أكثر ما ورد (القدير) لبيان أن الله على: {كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}
– وماذا عن القادر؟!
– نعم هو اسم من الأسماء الحسنى ورد في قوله سبحانه وتعالى:
{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} (الأنعام:65)
وورد أيضا اسم المقتدر:
{وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ-كذّبوا بآياتنا كلّها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر } (القمر:41-42)
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ} (القمر:54-55)
كانت الساعة قد اقتربت من السادسة، ولم يبق إلا خمس وأربعون دقيقة على موعد الإفطار.. اقترحت على صاحبي أن نفطر معا.. رفض اقتراحي -كالعادة- تابع.
– وما الفرق بين هذه الأسماء الثلاثة؟!
– في اللغة: (القدرة) ضد العجز، و(القادر) اسم فاعل من (قدر) يقدر و(القدير) فعيل منه وهو للمبالغة، و(المقتدر) مفتعل من اقتدر وهو أبلغ، ولو تدبرنا الآيات التي وردت فيها هذه الأسماء الحسنى لرأينا أن (القدير).. يرد في بيان قدرة الله عز وجل «على كل شيء قدير»، و(القادر) في بيان قدرة الله على شيء بعينه.. «على أن يحيي الموتى».. «على أن يبعث عليكم عذابا..».. أما (المقتدر) فهي صفة الرب عز وجل واقترن الاسم بـ(المليك) سبحانه فهو (عزيز مقتدر)، و(ومليك مقتدر).. قادر على فعل أي شيء بعينه.. و(قدير) على كل شيء سبحانه وتعالى.