من آثار الإيمان باسم الله تعالى العفو


ناصر عبدالغفور

إن من أجلِّ العلوم العلمَ بمعاني أسماء الله تعالى، وكيف لا وقد أكثر الله من ذكرها لنتعرف عليه من خلالها، فنحقق الغاية التي خلقنا من أجلها، ألا وهي عبادته جل في علاه، بل إنه سبحانه جعل هذه الأسماء وما تتضمنه من الصفات مصدر الخلق والأمر، فكان من أوجب الواجبات وآكد المؤكدات "التفقه في معاني أسماء الله وصفاته، فالخلق والأمر صادر عنها، وهي مقتضية له"[1]

ومن أعظم ثمرات العلم بمعاني أسماء الله تعالى الإيمان بآثارها، وما يتبع ذلك من العمل بمقتضاها، فتلك أعظم الغايات للعلم بأسماء رب الأرض والسماوات. 

فهيا بنا لنقف مع بعض الآثار لاسم من أسماء الله الحسنى ألا وهو اسم الله (العفو):

1- اتصاف الله تعالى بصفة العفو:

من صفات الله تعالى التي تفتح باب الرجاء العظيم في وجه كثير من العالمين: صفة العفو التي بها ستر الزلات ومحا السيئات وتجاوز عن العثرات. 

وعفو الله تعالى كما ذكر العلماء نوعان:

• عفوه العام عن جميع المجرمين من الكفار وغيرهم: بدفع العقوبات المنعقدة أسبابها والمقتضية لقطع النعم عنهم، فهم يؤذونه بالسب والشرك وغيرها من أصناف المخالفات، وهو يعافيهم ويرزقهم، ويُدِرُّ عليهم النعم الظاهرة والباطنة، ويبسط لهم الدنيا ويعطيهم من نعيمها ومنافعها، ويمهلهم ولا يهملهم بعفوه وحلمه. 

• والنوع الثاني: عفوه الخاص ومغفرته الخاصة للتائبين والمستغفرين والداعين والعابدين والمصابين بالمصائب المحتسبين، فكل من تاب إليه توبة نصوحًا وهي الخالصة لوجه الله العامة الشاملة التي لا يصحبها تردد ولا إصرار، فإن الله يغفر له من أي ذنب كان، من كفر أو فسوق وعصيان، وكلها داخلة في قوله تعالى:

﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53][2]. 

2- عفو الله تعالى عام شامل لكل الذنوب والخطايا:

قال الله جل في علاه:

﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الشورى: 25]

والسيئات كل ما يسوء صاحبها؛ سواء كانت في حق الخالق، أو في حق المخلوق، وقد ورد لفظ "السيئات" معرفًا بالألف واللام ليعمَّ كل سيئة، فمن صيغ العموم كما هو معلوم الجمع المعرف بالألف واللام[3]

فعفو الله تعالى يشمل كل ما صدر من العبد، سواء في حق غيره من العباد من ظلمهم بأنواع المظالم والاعتداءات، أو في حقه سبحانه من التقصير في إتيان الأوامر والطاعات، أو ارتكاب الفواحش واقتحام المنكرات، ولو بلغ الأمر الشرك برب الأرض والسماوات. 

لكن عفوه سبحانه مشروط فيما يتعلق بحقوق الخلق بالتحلل ورد المظالم، أما فيما يتعلق بحقوق الله تعالى، فمهما عظُمت الذنوب فإن عفو الله تعالى شامل لها إن أتى العبد بأسبابه من التوبة والإنابة والأعمال الصالحة، وإن مات دون توبة، فهو في مشيئة الله تعالى إن شاء عفا عنه ومحا زلاته وستر، وإن شاء طهره ثم جعل مستقره في جنات ونهر. 

إلا الشرك فلا بد فيه من التوبة قبل الممات لمن أراد الفوز بعفو الله تقدست أسماءه والصفات؛ يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ ﴾ [الشورى: 25]: "هذا بيان لكمال كرم الله تعالى وسعة جوده وتمام لطفه، بقبول التوبة الصادرة من عباده حين يقلعون عن ذنوبهم ويندمون عليها، ويعزمون على ألا يعاودوها، إذا قصدوا بذلك وجه ربهم، فإن الله يقبلها بعد ما انعقدت سببًا للهلاك، ووقوع العقوبات الدنيوية والدينية. 

﴿ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ ﴾ ويمحوها، ويمحو أثرها من العيوب، وما اقتضته من العقوبات، ويعود التائب عنده كريمًا، كأنه ما عمل سوءًا قط، ويحبه ويوفقه لما يقربه إليه"[4]

3- لولا عفو الله تعالى لهلك مَن عليها:

قال الله تعالى:

﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ ﴾ [النحل: 61]

وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ ﴾ [فاطر: 45]

فالله تعالى لو أخذ الناس بمعاصيهم ومخالفاتهم وبظلمهم أخذ عدلٍ لا نقص فيه ولا زيادة، لأهلك من عليها، فمن ذا الذي لا يعصي الله أو من ذا الذي سلم من ظلمه لنفسه أو لغيره؟[5]، فالله تعالى علم ما كان وما سيكون، بل ما لم يكن كيف لو كان سيكون، فلو عاملنا الله حقًّا بعدله وحاسبنا عما اقترفت أيدينا من أنواع الخطايا والزلات، لمحقنا وعفا الأرض من آثارنا[6]

قال تعالى:

﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾. [الأنعام: 65]

قال الحسن وقتادة: نزلت الآية في أهل الإيمان وقال قوم: نزلت في المشركين[7]، فالله تعالى قادر أن يعامل عباده بعدله، فيجازيهم بالسيئات سوء، وهذا الذي لا قِبَلَ لهم به، ولا طاقة لهم عليه بحال من الأحوال، لكنه العفو الرحيم الذي سبقت رحمته غضبه وعفوه انتقامه. 

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته:

وهو العفو فعفوُه وسِع الورَى *** لولاه غار الأرض بالسكانِ 

يقول العلامة الهراس رحمه الله تعالى: "ومن كمال عفوه أنه مهما أسرف العبد على نفسه ثم تاب إليه ورجع، غفر له جميع جُرمه ... ولولا كمال عفوه وسعة حلمه سبحانه، لغارت الأرض بأهلها لكثرة ما يرتكب من المعاصي على ظهرها، فنسأله سبحانه أن يعفو عنا بمنه وكرمه"[8]

4- عفو الله تعالى عن قدرةٍ وليس عن عجز:

قال الله عز وجل: ﴿ إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ﴾ [النساء: 149].

عن حسان بن عطية قال: "حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت حسن رخيم، فيقول أربعة منهم: سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك، ويقول أربعة: سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك"[9]

فبخلاف البشر الذين قد يعفو بعضهم عن بعض لعجزهم عن المؤاخذة والانتقام، فالله تعالى عفوه كامل لا نقص فيه بوجه من الوجوه، ومن ذلك أنه لا يكون إلا عن قدرة واستطاعة لا عن خور أو عجزٍ. 

فتأمل أخي كيف قارن الله بين هذين الاسمين المتعارضين ظاهرًا: العفو والقدير، وهذا الاقتران ينبئ عن معان عظام، من ذلك أن اسم العفو يدل على صفة العفو، فهذا معنى، واسم القدير يدل على صفة القدرة، وهذا معنى ثان، والاقتران يعطي معنًى ثالثًا، وهو عفوه مع مقدرته سبحانه، فلا عفوه يكون عن ضَعف، ولا قدرته تحمله على البطش وعدم العفو، خلافًا لبعض البشر الذين إذا قدروا تسلَّطوا وتجبروا، وإذا ضعفوا عفوا وتجاوزوا. 

فكل اسم كمال، وباقتران الاسم بالاسم يكون كمالًا في كمال؛ يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "فله سبحانه من أوصافه العلا نوعا ثناء: نوع متعلق بكل صفة على انفرادها، ونوع متعلق باجتماعها، وهو كمال مع كمال، وهو عامَّة الكمال ... وهذا يُطلع ذا اللب على رياض من العلم أنيقات، ويفتح له باب محبة الله ومعرفته، والله المستعان وعليه التكلان"[10]

ويقول في المدارج: "فما كل من قدر عفا، ولا كل من عفا يعفو عن قدرة، ولا كل من علم يكون حليمًا، ولا كل حليم عالم، فما قُرن شيء إلى شيء أزينُ مِن حلم إلى علم، ومن عفو إلى قدرة، ومن ملك إلى حمد، ومن عزة إلى رحمة"[11]

5- الفرق بين اسم العفو واسم الغفور:

الغفور من الغفر وهي التغطية والستر، فالغفور هو الذي يغطي الذنب ويستره، أما العفو فمن العفو وهو المحو، فالعفوُّ هو الذي يمحو الذنب؛ يقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: "العفو هو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من الغفور، ولكنه أبلغ منه، فإن الغفران ينبئ عن الستر، والعفو ينبئ عن المحو، والمحو أبلغ من الستر"[12]

ومن الفروق ما ذكره الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره: "عفو الله جل وعز عن خلقه، وقد يكون بعد العقوبة وقبلها، بخلاف الغفران فإنه لا يكون معه عقوبة البتةَ، وكل من استحق عقوبة فتركت له، فقد عُفِي عنه، فالعفو محو الذنب؛ أي محونا ذنوبكم وتجاوزنا عنكم"[13]

وقد نسَب نحو هذا الكلام لبعض أهل العلم في كتابه الأسنى: "وقال بعض العلماء: والفرق بين العفو والغفران أن الغفران ستر لا يقع معه عقاب، والعفو إنما يكون بعد وجود عذاب وعتاب"[14]، لكن هذا الفرق فيه نظر، وذلك من وجوه:

• أسماء الله العفو والغفور يقتضي كل منهما التجاوز عن الذنب، وهذا ما يلزم منه ترك العقاب والمؤاخذة، فإن العقاب إنما يكون بسبب الذنب، فإذا عفى الله عن الذنب فمحاه أو غفره وستره، فأي عقاب إذًا؟ 

• النصوص التي ورد فيها ذكر اسم الله العفو والغفور تدل على رفع العقاب وترك المؤاخذة دون فرق. 

• كما أن من معاني العفو الترك، وعلى هذا المعنى يكون العفو هو الذي يترك عقوبة المذنب ومؤاخذته؛ يقول الإمام الراغب في مفرداته: "وعفوت عنه: قصدتُ إزالة ذنبه صارفُا عنه، فالمفعول في الحقيقة متروك، وعن متعلق بمضمر، فالعفو هو التجافي عن الذنب؛ أي: ترك عقوبته ... وقولهم في الدعاء: أسألك العفو والعافية؛ أي: ترك العقوبة والسلامة" [15]

وقال الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله تعالى: "كل مَن استحق عقوبة فتركتَه ولم تعاقِبه عليها، فقد عفوت عنه عفوًا"، وفي الكليات: "كل من استحق عقوبة فتركتها فقد عفوته"[16]

قال الزجاج رحمه الله تعالى: "العفو، يقال: عفوت عن الشيء أعفو عنه: إذا تركتَه، وعفا عن ذنبه: إذا ترك العقوبة عليه، والله تعالى عفو عن الذنوب وتارك العقوبة عليها"[17]

6- الفرق بين العفو والصفح:

قد يظهر بعض التقارب أو شيء من الترادف بين العفو والصفح، باعتبار أن كلًّا منهما فيه تجاوز عن الغير، لكن من أهل العلم من فرق بينهما:

يقول الإمام الراغب: "والصفح ترك التثريب، وهو أبلغ من العفو، ولذلك قال: ﴿ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ﴾ [البقرة: 109]، وقد يعفو الإنسان ولا يصفح قال: ﴿ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ﴾ [الزخرف: 89]، ﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ [الحجر: 85]"[18]

والمعنى أن الصفح التجاوز مع ترك التثريب بخلاف العفو فقد يكون معه شيء من التثريب، وهذا الفرق قد لا يسلم أيضًا، فالعفو يتضمن معنى الترك والأصل حمل اللفظ على العموم، فمن عفى فإنه يترك كل شيء، فيترك الذنب والمؤاخذة عليه كما يترك العتاب والتثريب، والله أعلم. 

7- وقفة مع الدعاء العظيم: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني":

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، أرأيت إن وافقتُ ليلة القدر، ما أدعو؟ قال: "تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني"[19]

لا ريب أن أعظم ليلة هي ليلة القدر، وكيف لا وهي التي تفوق ألف شهر بنص القرآن، هي الليلة المباركة التي تتنزل فيها الملائكة بكل سلام، وهي الليلة التي يفرق فيها كلُّ أمرٍ، وتقدَّر فيها مقادر الخلائق والأنام؛ كما قال تعالى:

﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 3، 4].

فحريٌّ بليلة كهذه أن يدعو فيها الإنسان بأعظم وأشمل وأنفع دعاء.

وهذا ما أرشد إليه النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم أمنا عائشة رضي الله عنها، فهو المشرع الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ولو علم دعاءً أعظم منه لعلَّمها إياه، فلا أعظم ولا أجل من سؤال العافية ... فمن أعطي العافية فقد أعطي الخير كله. 

• العافية في الدين: فيسلم من الردة عياذًا بالله ومن الكفر بعد الإيمان، ويُعفى من البدع الهدامة لدين العباد، ومن التقليد المقيت للآراء. 

• العافية في العقل، فيعطى عقلًا صريحًا يُحسن به التدبير والتخطيط لما ينفعه في دنياه وأخراه، عقلًا قد استسلم للوحي وجعله قائدًا له، فسلم من الضلال الذي لحِق كلَّ مَن قدَّم عقله على كلام الكبير المتعال. 

• العافية في القلب: فيُعطى قلبًا مُخبتًا سليمًا، قد سلم من فتن الشبهات وعُفي من فتن الشهوات التي انتكس بسببها كثير من العباد ... قلبًا يبصر به الحق ويفرِّق به بينه وبين الباطل؛ لما فيه من روح الإيمان ونور الفرقان. 

• العافية في البدن: قد سلم من الأدواء، فيصبح معافًى في بدنه، قد سلِمت كل أعضائه؛ قال صلى الله عليه وسلم: "مَن أصبح منكم آمنًا في سِربه، معافًى في جسده، عنده قُوتُ يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا بحذافيرها"[20]

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "وحقيقة الأمر أن العبد فقير إلى الله من كل وجه وبكل اعتبار ... فقير إليه من جهة معافاته له من أنواع البلاء، فإنه إن لم يعافيه منها هلك ببعضها، وفقير إليه من جهة عفوه عنه ومغفرته له، فإن لم يعفُ عن العبد ويغفر له، فلا سبيل إلى النجاة، فما نجا أحد إلا بعفو الله"[21]

ورحم الله الإمام القرطبي إذ يقول: "ومن أعطي العفو والعافية في الدنيا والآخرة، فقد أعطي المرتبة العالية"[22]

ومن الأحاديث الدالة على عِظم شأن العفو والعافية:

قوله صلى الله عليه وسلم: "وسلوا الله اليقين والمعافاة؛ فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيرًا من المعافاة"[23]

"وما سُئل الله شيئًا يعني أحب إليه من أن يسأل العافية"، وسئل صلى الله عليه وسلم: "أي الدعاء أفضل؟ قال: تسأل الله العفو والعافية، فإذا أُعطيت ذلك فقد أفلحت"[24]

وفي صحيح مسلم عن أبي مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم من أسلم أن يقول: (اللهم اهدني وارزقني وعافني وارحمني). 

وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في صلاته بين السجدتين: "اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني، وارفعني وعافني وارزقني". 

وفي صحيح مسلم عن أبي مالك سعد بن طارق عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وقد أتاه رجل، فقال: يا رسول الله، كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال: "قل اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني، وجمع أصابعه الأربع إلا الإبهام، فإن هؤلاء يجمعن لك دينك ودنياك". 

يتبع إن شاء الله تعالى.

[1] تيسير الكريم الرحمن بتصرف يسير:212.

[2] فتح الرحيم الملك العلام 41 نقلًا من فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبدالرزاق البدر170-171.

[3] التي للاستغراق وليست للعهد.

[4] تيسير الكريم الرحمن: 758.

[5] إلا من عصمه الله تعالى بعصمته.

[6] وعلى فرض وجود صالحين لا يعصون الله تعالى ويفعلون ما يؤمرون، فإن شؤم المعصية يعم الجميع، إذ لا تقتصر على صاحبها، بل قد تتعداه إلى غيره، خاصة إذا كثر الفساد وانتشر، وقلَّ النصح والنهي عن المنكر، وقد سألت زينب بنت جحش رسول الله عليه وسلم: "أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا كثُر الخبث"؛ متفق عليه، وفي حديث آخر: "يا عائشة، إن الله إذا أنزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون، فيصابون معهم، ثم يبعثون على نيَّاتهم [و أعمالهم]"؛ أخرجه ابن حبان والبيهقي، وهو في الصحيحة تحت رقم: 2693.

[7] عن مجاهد: الآية عامة في المسلمين والكفار، وقيل: هي في الكفار خاصة، وقال الحسن: هي في أهل الصلاة، قلت: وهو الصحيح"؛ الجامع لأحكام القرآن: 7/ 9.

[8] شرح القصيدة النونية: 2/ 470.

[9] هذا الأثر لم يثبت مرفوعًا، وإنما هو عن حسان بن عطية رحمه الله تعالى، وقد قوى إسناده الأئمة منهم العلامة الألباني رحمه الله تعالى كما في "مختصر العلو" له، وروي بلفظ:" حملة العرش أربعة اثنان يقولان...".

[10] حاشية ابن القيم على سنن أبي داود:5/ 179-180.

[11] مدارج السالكين: 1/ 36.

[12] المقصد الأسنى:140.

[13] الجامع لأحكام القرآن: 1/ 397.

[14] المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى: 1/ 165.

[15] مفردات غريب القرآن: 339/ 340.

[16] الكليات: 943.

[17] تفسير أسماء الله الحسنى: 62.

[18] مفردات غريب القرآن: 282.

[19] أخرجه الترمذي والبيهقي والحاكم وغيرهم والحديث صحيح؛ انظر الصحيح ح رقم 3337.

[20] رواه الترمذي وغيره وهو في صحيح الجامع تحت رقم: 6042.

[21] شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، 118.

[22] الأسنى في شرح الأسماء الحسنى: 150-151.

[23] جزء من حديث أخرجه الإمام أحمد وغيره عن أبي بكر رضي الله عنه، ونصه: "عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة، وإياكم والكذب فإنه مع الفجور، وهما في النار، وسلوا الله اليقين والمعافاة، فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيرًا من المعافاة، ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا كما أمركم الله"؛ وهو في صحيح الجامع تحت رقم:7521.

[24] ذكر هذا الحديث والذي قبله شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله تعالى في الوابل الصيب، وهذا الحديث لم أعثر على حكم العلامة الألباني عليه أما الذي قبله فقد ضعفه.

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ من آثار الإيمان باسم الله تعالى العفو

  • التعريف باسم الله (العفو)

    فريق عمل الموقع

    العفو: الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من اسم الغفور، لكنه أبلغ منه لأن الغفران ينبئ عن الستر،

    05/05/2021 1223
  • من آثار الإيمان باسم الله الرفيق

    حسام بن عبدالعزيز الجبرين

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبيه وعبده وعلى آله وصحبه أما بعد إخوة الإيمان: فإن للإيمان باسم الله الرفيق

    14/12/2020 1777
  • العفو

    فريق عمل الموقع

    العفو قال تعالى: (إن الله كان عفوا غفورا)، وأوصى ﷺ عائشة بأن تدعو في ليلة القدر بـ: (اللهم إنك عفو تحب العفو

    13/01/2021 1691
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day