نفحات قرآنية في سورة الماعون
قال تعالى: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ [الماعون:1، 7].
قال الشيخ محمد العثيمين في درسه في الحرم ليلة الخميس بعد المغرب بتاريخ: 27/3/1418هـ:
قوله: ﴿ أَرَأَيْتَ ﴾، قال العلماء رحمهم الله: إذا قال الله:﴿ أَرَأَيْتَ ﴾، فمعناه: أخبرني.
وقوله: ﴿ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾ قال العلماء: من لا يجد أقل من نصف الكفاية فهو المسكين، ومن وجد أكثر من نصف الكفاية؛ لكنه لا يجد الكفاية فهو فقير.
والفقير والمسكين إذا ذكرت واحدة منهما وحدها فسرت بالثانية، مثل الإيمان والإسلام إذا ذكر الإسلام وحده دخل به الإيمان، وإذا ذكر الإيمان دخل به الإسلام.
وقوله: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾، الحمد لله الذي لم يقل: (ويل للمصلين، الذين هم في صلاتهم ساهون)؛ لأنه لا يسلم أحد من السهو في الصلاة؛ بل قد سها النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أكثر من أربع مرات.
وإنه لا يُعاب على من لم يَصِلْ بين الآيتين: الآية الأولى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ﴾ [الماعون:٤]، ثم الآية الثانية: ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون:٥]؛ لأن العلماء اختلفوا في ذلك، أقصد في الفصل والوصل، ولأن السامع إذا توقف بعد: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ﴾ ينبهر ويسأل لماذا؟ فيأتيه الجواب من الآية الثانية. وأما من لم يُصلِّ فليس له ويل واحد؛ بل هو كافر مخلد في النار.