الدليل السادس
ومِنْ دَلائِلِ بُطْلان مَقُولةِ: (إنَّ الْمَسِيحَ رَبٌّ أو ابنُ الرَّبِّ) أنَّ الْكِتَاب الْمُقَدَّس عِنْدَ الْمَسِيحِيينَ
يَقُول كَمَا في «يُوحَنَّا» (18:1): «اللهُ لمْ يَرَه أَحَدٌ قَطُّ».
قَالَ المسيح هذه العبارة وهُو وَاقِفٌ أَمَامَهُمْ، فَدَلَّ هَذَا بِوضُوحٍ عَلى أنَّ الْمَسِيحَ لَيْسَ هُو الله، ولوْ كَانَ الْمَسِيحُ هُو اللهُ -تَعَالى اللهُ عَنْ ذَلِكَ- لَقَال لَهُمْ: إنَّكُمْ تَرَوْنَ اللهَ أَمَامَكُمْ، إنَّه أنَا، انْظُرُوا إليَّ!
وهَذَا الدَّلِيلُ وَاضِحٌ جِدًّا.
وفي «أعْمَال الرُّسُل» (17:1): «ومَـلِـكُ الدَّهُور الَّذِي لا يَفْنَى ولا يُرى، الإلـٰهُ الْحَكِيم وحْدَه، لهُ الْكَرَامةُ والْمَجْد إلى دَهْرِ الدُّهُور». إذَنْ فَالإِلـٰهُ الْحَقِيقيُّ الَّذِي لهُ الْمَجْد لا يُرى، ولَيْسَ هُو الْمَسِيحَ ابنَ مَرْيمَ بِالتَّأْكِيد، لأنَّ المسيح رَآه النَّاسُ ولَمَسُوه بِأَيْدِيهِمْ.