فروض
فروض
قال أبو محمد:
التوحيد فرض، وطلب الحلال فرض، وطلب ما لا بد منه من العلم فرض، والإخلاص في العمل فرض، وترك العوض على العمل فرض (1). [119]
وهو يتولى الصالحين
قال أبو محمد:
من لم يعمل بعلمه فهو جاهل، وإن كان متقناً لحفظه، والعمل بمعانيه.
تعلمك للعلم من غير عمل يردك إلى الخلق.
وعملك بالعلم يردك إلى الحق عز وجل. ويزهدك في الدنيا، ويبصرك بباطنك، ويشغلك عن تزيين الظاهر، ويلهمك تزيين الباطن.
فحينئذ يتولاك الحق عز وجل، لأنك قد صلحت له
{وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّٰلِحِينَ} [الأعراف: 196]
يتولى ظواهرهم وبواطنهم.
يربي ظواهرهم بيد حكمته، وبواطنهم بيد علمه.
فلا يخافون من غيره.
ولا يرجون غيره.
ولا يأخذون إلا منه، ولا يعطون إلا فيه.
يستوحشون من غيره، ويستأنسون به. [213]
كيفية إنكار المنكر
قال أبو محمد:
يا غلام! لا تنكر على غيرك بنفسك وهواك (1).
بل أنكر عليه بإيمانك، الإيمان هو المنكر.
إذا أنكرت منكراً غيرة لله عز وجل أعانك على إزالته، ونصرك على أهله.
وإذا أنكرته بنفسك وهواك وشيطانك وطبعك خّذَلَك، ولم ينصرك على أهله، ولم تقدر على إزالته.
الإيمان هو المنكر.
فكل منكرِ لا يكون إنكاره بالإيمان فليس بمنكر.
الإنكار بلا "أنت" يكون لله عز وجل لا لخلقه.
لدينه (2) لا لنفسك. له لا لك. [218]
الأخذ بيد العصاة
قال أبو محمد:
لا يضحك في وجه الفاسق إلا العارف.
نعم، يأمره، وينهاه، ويتحمل أذاه.
ولا يقدر على هذا إلا العارفون بالله عز وجل.
أما الزهاد والعباد والمريدون، فلا.
كيف لا يرحمون العصاة، وهم موضع الرحمة، ومقام التوبة والاعتذار.
العارف خُلُقه من أخلاق الحق عز وجل، فهو يجتهد في تخليص العاصي من يد الشيطان والنفس والهوى.
إذا رأى أحدكم ولده أسيراً في يد كافر، أليس يجتهد في تخليصه؟
فهكذا العارف. الخلق جميعهم كالأولاد.[224]
المراجع
- أي لا يكن الباعث على إنكار المنكر رؤية نفسك والتفاخر بذلك، ولكن ليكن الإيمان هو الباعث.
- أي أنكر المنكر نصرة لدين الله عز وجل.
- ترك العوض: أي أن تعمل العمل خالصاً لوجه الله عز وجل.