البكاء عبادة
البكاء عبادة
قال أبو محمد:
الحسن عز وجل أهل أن يخاف ويرجى، ولو لم يخلق جنة ولا ناراً.
أطيعوا طلباً لوجهه، ما عليكم من عطائه وعقابه؟!
طاعته: في امتثال أمره، والانتهاء عن نهيه، والصبر مع أقداره.
توبوا إليه، ابكوا بين يديه.
ذلوا له بدموع أعينكم وقلوبكم.
البكاء عبادة، وهو مبالغة في الذل.
إذا مت على التوبة والنية الصالحة والأعمال الزكية، نفعك الحق عز وجل.
نظر الصديقين
قال أبو محمد:
العقلاء النجباء الصديقون قد نُفِخَ في صورهم. وقد أقاموا القيامة على نفوسهم، وأعرضوا عن الدنيا بهممهم، عبروا الصراط بتصديقهم.
ساروا بقلوبهم حتى وقفوا على باب الجنة.
من قوي إيمانه، وتمكن في إيقانه، رأى بقلبه جميع ما أخبره الله عز وجل به من أمور القيامة:
يرى الجنة والنار، وما فيهما.
يرى الصور، والملك الموكل به.
يرى الأشياء كما هي: يرى الدنيا وزوالها، وانقلاب دول أهلها، يرى الخلق كأنها قبور تمشي. وإذا اجتاز على القبور أحسَّ بما فيها من النعيم والعذاب.
يرى القيامة وما فيها. يرى رحمة الله عز وجل وعذابه.
يرى الملائكة قياماً، والأنبياء والمرسلين والأولياء على مراتبهم.
يرى أهل الجنة يتزاورون، وأهل النار في النار يتعادون (1).
من صح نظره:
نظر بعين رأسه الخلقَ.
وبعين قلبه إلى فعل الله عز وجل فيهم.
يرى تحريكه وتسكينه لهم.
فهذا نظر العزة (2) من أولياء الله عز وجل. [92- 93]
مواصلة الفقراء
قال أبو محمد:
من جملة مواصلة الحق عز وجل: أن تواصل الفقراء بشيء من مالك، أما علمت أنَّ الصدقة معاملة مع الحق عز وجل، الذي هو غني كريم، وهل يخسرمن يعامل الغني الكريم؟ تنفق لوجه الله عز وجل ذرة يعطيك جبلاً، تنفق قطرة يعطيك بحراً، في الدنيا وفي الآخرة: يوفيك أجرك وثوابك.[70]
المراجع
- يتعادون: يعادي بعضهم بعضاً.
- العزة: أي القلة.