نعيم الدنيا
قال إبراهيم بن بشار:
بينا أنا وإبراهيم بن أدهم، وأبو يوسف الغسولي، وأبو عبدالله السخاوي، ونحن متوجهون، نريد الإسكندرية، فصرنا إلى نهر يقال له نهر الأردن.
فقعدنا نستريح، فقرب أبو يوسف الغسولي كسيرات يابسات، فأكلنا وحمدنا الله تعالى.
وقام أحدنا ليسقي إبراهيم، فسارعه فدخل النهر، حتى بلغ الماء ركبتيه، ثم قال: باسم الله، فشرب، ثم قال: الحمد لله.
ثم خرج، فمد رجليه، ثم قال: يا أبو يوسف: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السرور والنعيم، إذا لجالدونا على ما نحن فيه بأسيافهم أيام الحياة، على ما نحن فيه من لذة العيش وقلة التعب (2).
علاج أمراض القلب
قال إبراهيم بن أدهم:
إن الأسقام التي تصيب القلب، أصلها من الذنوب، كما أن الأسقام في البدن تنشأ من الأمراض، وقد جعل الله لكل داء دواء، فإذا اشتد حزن الرجل رجعت دموع عينيه إلى قلبه، فأنحلت بدنه (1).
قوة الحق
قال إبراهيم:
لا يقل مع الحق فريد، ولا يقوى مع الباطل عديد (2).
تمام الورع
سئل إبراهيم بن أدهم: بِمَ يتم الورع؟
قال:
بتسوية كل الخلق من قلبك، واشتغالك عن عيوبهم بذنبك.
وعليك باللفظ الجميل من قلب ذليل، لرب جليل.
فكر في ذنبك، وتب إلى ربك، يثبت الورع في قلبك، واحسم الطمع إلا من ربك (1).
إن كنت غنياً
قال رجل لإبراهيم: هذه جبة أحب أن تقبلها مني.
فقال إبراهيم: إن كنت غنياً قبلتها، وإن كنت فقيراً لم أقبلها.
قال: أنا غني.
قال: كم عندك؟
قال: ألفان.
قال: تود أن تكون أربعة آلاف؟
قال: نعم.
قال: فأنت فقير، ولا أقبلها منك (2).
إطاعة الله أحب
قال إبراهيم:
لأن أدخل النار وقد أطعت الله تعالى، أحب إلبَّ من أن أدخل الجنة وقد عصيته (1).
الرأس يهلك
قال إبراهيم:
كونوا أذناباً ولا تكونوا رؤوساً، فإن الذنب ينجو، والرأس يهلك (2).
أنت عبد؟
خرج إبراهيم يوماً إلى بعض البراري، فاستقبله رجل جندي.
فقال: أنت عبد؟
قال إبراهيم: نعم.
فقال له: أين العمران؟
فأشار إلى المقبرة
فقال الجندي: إنما أردت العمران؟
فقال: هو المقبرة.
فغاظه ذلك، فضرب رأسه بالسوط فشجه، ورده إلى البلد، فاستقبله أصحابه، فقالوا: ما الخبر؟
فأخبرهم الجندي ما قال له.
فقالوا: هذا إبراهيم بن أدهم.
فنزل الجندي عن فرسه وقبل يده، وجعل يعتذر.
فقيل له بعد ذلك: لم قلت له: أنا عبد؟
فقال: إنه لم يسألني: عبد من أنت؟ بل قال: أنت عبد؟ فقلت: نعم، لأني عبدالله. فلما ضرب رأسي سألت الله له الجنة.
قيل: كيف وقد ظلمك؟
فقال: علمت أني أؤجر على ما نالني منه، فلم أرد أن يكون نصيبي منه الخير، ونصيبه مني الشر (1).
المراجع
- حلية الأولياء 8/ 370.
- تنبيه المغترين ص 49.
- حلية الأولياء 8/ 16.
- حلية الأولياء 8/ 16.
- البداية والنهاية 10/ 158.
- تنبيه المغترين ص 29.
- تنبيه المغترين ص 46.
- إحياء علوم الدين 3/ 70