نفحات قرآنية .. في سورة يونس (1)
قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 3].
قوله: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ؛ أي: ارتفع وعلا على العرش؛ استواء يليق بجلاله، وهذا قول عامة أهل السنة والجماعة، وجميع الفرق الإسلامية يؤولون هذه الصفة كغيرها من الصفات، فيقولون: (استوى)، بمعنى: استولى.
ولذلك يقال لهم: أليس الله قبل ذلك كان مستوليًا على كل شيء بما في ذلك العرش وغيره؟!.
♦ ♦ ♦
قال تعالى ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾ [يونس: 14].
قوله: ﴿ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾، لا شك أن الله عالم سلفًا كيف يعملون قبل عملهم، لكنه سبحانه لعدله لا يحاسب إلا على وقوع العمل منهم فعلًا.
♦ ♦ ♦
قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [يونس: 25].
أي: إن الله يدعو الثقلين الجن والإنس إلى الجنة، ثم يمنُّ بالهداية على من يشاء ممن أراد الهداية فيعينه.
♦ ♦ ♦
قال تعالى ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [يونس: 26].
أي: إن جزاء الذين أحسنوا في عبادة الله لهم الحسنى: وهي الجنة، وزيادة: وهي رؤية وجه الله الكريم يوم القيامة.
♦ ♦ ♦
قال تعالى ﴿ وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [يونس: 41].
هذا شرح لسورة الكافرون: ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [الكافرون: 6]، أي: أن البراءة تكون بعد الدعوة والتبليغ، وبعد أن يكذبوا بالرسالة.