دلالة الحس على وحدانية الله والإيمان به
الحسُّ يدلُّ بوضوح على وحدانية الله سبحانه وتعالى، والأدلة على ذلك كثيرة جدَّا، منها:
أ – إجابة الدعوات:
ويُعْنى بها إجابة دعوات الملهوفين والمكروبين وغيرهم، ممن يدعون الله سبحانه وتعالى فيستجاب لهم، ويحصل مقصودهم.
والأمثلة على ذلك لا تحصى ولا تحصر، سواء كان ذلك في حق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أو في حق غيرهم.
ومن ذلك ما قاله الله سبحانه وتعالى عن نوح عليه السلام:
{فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12)} [القمر: 10-12]، وما قصه الله سبحانه عن يونس عليه السلام: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)}
[الأنبياء: 87]
فاستجاب الله دعاءه، ونجَّاه من بطن الحوت.
وقال عن أيوب عليه السلام:
{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43)}
[ص: 41-43].
وفي «صحيح البخاري» عن أنس رضي الله عنه قال: (إن أعرابيَّا دخل يوم الجمعة والنبي يخطب فقال: يا رسول الله هلك المال، وجاع العيال، فادع لنا، فرفع النبي صلي الله عليه وسلم يديه، فدعا، فثار السحاب؛ كأمثال الجبال، فلم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته.
وفي الجمعة الثانية قام ذلك الأعرابي أو غيره فقال: يا رسول الله تهدم البناء، وغرق المال؛ فادع الله لنا، فرفع يديه وقال: «اللهم حوالينا ولا علينا»، فما يشير إلى ناحية إلا انفرجت) ([1]).
وما زالت إجابة الداعين أمرًا مشهودًا إلى هذا اليوم لمن أتى بشرائط الإجابة، وكثيرًا ما نسمع أن الناس ذهبوا للاستسقاء وقبل أن يخرجوا من المسجد إذا هم يمطرون؛ فإجابة الدعاء دليل قاطع على وحدانية الله عز وجل.
ب-صدق الرسل عليهم الصلاة والسلام:
وهذا دليلٌ حسيُّ واضح، فالرسل عليهم السلام هم أكمل البشر، وقد بلَّغوا عن الله رسالاته، وقد اصطفاهم الله، واختارهم من بين الخلق، وأيَّدهم بالآيات البينات، ونصرهم، وجعل الغلبة لهم، والدولة على أعدائهم.
فالإنسان إزاء الأنبياء لا يملك إلا أن يقطع بصدقهم؛ إذ إن دعوى النبوة أعظم الدعاوى، ولا يدعيها إلا أصدق الناس أو أكذبهم؛ فالأنبياء هم أصدق الناس على الإطلاق؛ فظهور المعجزات على أيديهم، وتأييد الله لهم، وخذلانه لأعدائهم، وما جبلوا عليه من كريم الخلال، وحميد الخصال، كل ذلك يدل على صدقهم، وبالتالي نعلم أنهم مبعوثون من عند الله، وأنه حق، وعبادته حق ([2]).
ج – دلالة الأنفس:
فلقد صوَّر الله الإنسان على أحسن صورة، وخَلَقَهُ في أحسن تقويم؛
كما قال سبحانه وتعالى:
{وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} [التغابن: 3]، وكما قال عز وجل: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)}
[التين: 4].
ولو أن الإنسان أمعن النظر في نفسه، وما فيها من عجائب صنع الله، ونظر ظاهره وما فيه من كمال خلقه، وأنه متميزٌ عن سائر الحيوانات، لأدرك أن وراء ذلك ربًّا خالقًا حكيمًا في خلقه، ولعلم أن هذا الخالق هو المنفرد بتدبير الإنسان وتصريفه ([3]).
يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في تقرير هذا المعنى عند قوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)} [الشمس: 7]: «وعلى كلٍّ فالنفس آيةٌ كبيرة من آيات الله التي يحق الإقسام بها؛ فإنها في غاية اللطف، والخفة، سريعة التنقل، والحركة، والتغير، والتأثر، والانفعالات النفسية من الهمة، والإرادة، والقصد، والحب، وهي التي لولاها لكان البدن مجرد تمثالٍ لا فائدة فيه، وتسويتُها على ما هي عليه آيةٌ من آيات الله العظيمة.
والمقصود: أن نفس الإنسان من أعظم الأدلة على وجود الله وحده، ومن ثم تفرده بالعبادة» ([4]).
ومصداق ذلك قوله تعالى:
( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ )
[الذاريات: 21].
د – هداية المخلوقات:
وهذا مشهدٌ من مشاهد الحس؛ الدالة على وحدانية الله عز وجل فلقد هدى الله الحيوان: ناطقه وبهيمه، وطيره، ودوابه، وفصيحه، وأعجمه، إلى ما فيه صلاحُ معاشه وحاله.
ويدخل تحت قوله تعالى:
{رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)}
[طه: 50]
، من العجائب والغرائب ما لا يحيط به إلا الله عز وجل.
فَمَن الذي هدى الإنسان ساعة ولادته إلى التقام ثدي أمه؟ ومن الذي أودع فيه معرفة عملية الرضاع؟ تلك العملية الشاقة التي تتطلب انقباضاتٍ متواليةً من عضلات الوجه، واللسان، والعنق، وحركاتٍ متواصلةً للفك الأسفل، والتنفس من الأنف، كل ذلك يتم بهداية تامة، وبدون سبق علم أو تجربة، فمن الذي ألهمه ذلك؟ إنه: {رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)}.
ثم هدايته بعد أن يكبر إلى السعي في مصالحه من الضرب في الأرض، والسير فيها، كل ذلك من الهداية التامة العامة للمخلوقات.
وأما هداية الطير، والوحش، والدواب فحدِّث ولا حرج، فلقد هداها الله إلى الأفعال العجيبة التي يعجز عنها الإنسان.
وقد ذكر العلامة ابن القيم في كتابه: «شفاء العليل» أمورًا عجيبة من هذا القبيل.
وهذا كله من أدل الدلائل على الخالق لها سبحانه وتعالى وعلى إتقان صنعه، وعجيب تدبيره، ولطيف حكمته؛ فإن فيما أودعها من غرائب المعارف، وغوامض الحيل، وحسن التدبير، والتَّأتي لما تريده ما يستنطق الأفواه بالتسبيح، ويملأ القلوب من معرفته، ومعرفة حكته، وقدرته، وما يعلم به كل عاقل أن الله لم يَخْلُقْ عبثًا، ولم يَتْرك سدًى، وأن له حكمةً باهرةً، وآيةً ظاهرة، وبرهانًا قاطعًا، يدلُّ على أنه رب كلِّ شيءٍ ومليكُه، وأنه المتفرد بكل كمالٍ دون خلقهِ، وأنه على كل شيءٍ قدير، وبكل شيءٍ عليم.([5]).
هـ- دلالة الآفاق:
فالآفاق يراها كل أحدٍ؛ العالم والجاهل، المؤمن والكافر، فلو تأمل الإنسان بعين البصيرة والتدبر والتفكر لأدرك عظمة مَنْ أنشأها، ولدعاه ذلك إلى عبادته وحده لا شريك له.
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي عند
قوله تعالى:
{سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}
[فصلت: 53]
: «وقد فعل تعالى فإنه أرى عباده من الآيات ما به تبيّن أنه الحق، ولكن الله هو الموفق للإيمان من شاء، الخاذل لمن يشاء» ([6]).
وقال رحمه الله: «كلما تدبر العاقل في هذه المخلوقات، وتغلغل فكره في بدائع الكائنات؛ علم أنها خلقت للحق بالحق، وأنها صحائف آيات، وكتب براهين، ودلالات على جميع ما أخبر به عن نفسه ووحدانيته، وما أخبرت به الرسل عن اليوم الآخر، وأنها مدبرات، مسخرات، ليس لها تدبير ولا استعصاء على مدبرها ومصرفها، فتعرف أن العالم العلويَّ والسفلي كلَّهم إليه مفتقرون، وإليه صامدون، وأنه الغني بالذات عن جميع المخلوقات، فلا إله إلا هو ولا رب سواه».
وقال: «فهذا خبره تعالى عن أمور مُسْتَقْبَلَةٍ أنه يُري عباده من الآيات والبراهين في الآفاق وفي الأنفس ما يدلهم على أن القرآن حق، والرسول حق، وما جاء به هو الحق»([7]).
وفي كل عصرٍ من العصور يُطلع الله عباده على أمورٍ عظيمة في هذا الكون الفسيح.
وفي العصور المتأخرة ظهرت العديد من الاكتشافات والمخترعات والحقائق العلمية، ولا يزال الباحثون يكتشفون في كل يوم سرًّا من أسرار هذا الكون العظيم، مما جعلهم يقفون حائرين واجمين معترفين بالتقصير والعجز، وأن هناك عوالمَ أخرى مجهولة، وأخرى لم تُكتشف بعد.
وخلاصة القول في هذا: إن كل ما في الآفاق يدل دلالةً قاطعةً على وجود مدبر حكيم، رب عليم، مستحق للعبادة.
و – عبودية الكائنات:
فالله سبحانه قد خلق جميع الكائنات: إنسها، وجنها، وملائِكها، وحيوانها، وجمادها، ونباتها، وغيرها من الكائنات؛ لعبادته سبحانه وفطرها على توحيده، والاعتراف بألوهيته، والإقرار بفقرها وحاجتها وخضوعها وصمودِها له عز وجل.
فكل هذه الكائنات تقوم بعبادة الله عز وجل ولا يُخِلُّ بذلك إلا الإنسان المعاند الزائع عن شرع الله سبحانه وتعالى المخالف لنظام هذا الكون المحكم البديع؛ الذي ما قام إلا على عبودية الله تعالى.
هذا؛ وتختلف العبوديات من مخلوقٍ إلى مخلوق.
فمن تلك العبوديات: عبودية الإنس، فهي أشرفها وأفضلها.
وأشرف ما فيها عبوديةُ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لربهم، وقيامهم بالدعوة والجهاد وغير ذلك، ثم عبودية أتباعهم وأتباع أتباعهم.
ومن ذلك: عبودية الملائكة، ومنها عبودية الجن وهذا ليس بمستغرب.
وأما الغريب حقَّا فهو عبودية الجمادات والحيوانات، التي يعتقد كثير من الناس أنها لا تعقل ولا تدرك، وليس لها أيُّ عبودية لله تعالى.
إن هذا الكون الواسع بما فيه من الكائنات كله يخضع لخالقه وبارئه، ويؤدي عبودية له سبحانه وتعالى، فلقد ثبتت لهذه الكائنات في الكتاب والسُّنَّة طاعاتٌ كثيرةٌ؛ كالسجود، والتسبيح، والصلاة، والاستغفار، والإسلام، والإشفاق، وغيرها ([8]).
فعن سجود هذه الكائنات يقول الله عز وجل:
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ}
[الحج:18].
وليس بالضرورة أن يكون هذا السجود مثل سجود الآدميين من المسلمين؛ فسجود كلِّ أحدٍ بحسبه.
وأما عن تسبيح الكائنات،
فذلك كما في قوله تعالى
: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)}
[الإسراء: 44]
. فالكائنات كلها تسبح خالقها، تسبيحًا لا نفقهه نحن البشر، وعدم معرفتنا به ليس دليلًا على نفيه؛ فلقد خص الله بعض خلقه بالاطلاع على تسبيح بعض الكائنات، وأفهمه تسبيحها كداود عليه السلام.
وأما صلاتُها فقد قال الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41)} .
[النور: 41]
فكلها تصلي، وتسبح لله، وليس بالضرورة أن نفهم ذلك.
وأما عن استغفارها: ففي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله r يقول: «وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء»([9]).
وأما عن إسلامها لله تعالى فقد قال عز وجل:
{أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)}
[آل عمران: 83].
إلى غير ذلك من العبوديات المتنوعة، التي لا يتسع المقام لذكرها ([10]).
ومن هنا يتبين لنا أن المخلوقاتِ مفتقرةٌ إلى الله سبحانه وتعالى: «وأن فقرَها وحاجتها إليه وصفٌ ذاتيُّ لهذه الموجودات المخلوقة، كما أن الغنى وصف ذاتي للرب الخالق» ([11]).
فصمود الكائنات كلها وفقرها إلى الله يدل دلالة واضحة على وحدانيته سبحانه وتعالى.
ز – اختلاف الطعوم والألوان والروائح في النبات:
وهذا دليلٌ حسيٌّ على وحدانية الله؛ فالماء ينزل من السماء عديم اللونِ، والطعم، والرائحةِ، ينزل على الأرض الجرداء، ثم يَخْرُج بإذن الله من جَرَّاء ذلك نباتاتٌ مختلفة في اللون، والطعم، والرائحة، فبعضها حلو، وبعضها حامض، وبعضها مُزُّ، وبعضها أخضرُ، وبعضها أصفرُ، وبعضها أسود.
بل إن النوع الواحد من بعض الثمار متنوع تنوعًا عجيبًا؛ ومن ذلك على سبيل المثال (العنب) فمنه جنات معروشات وغير معروشات، ومنه الحلو، ومنه الحامض، ومنه الحامض الحلو، ومنه الأخضر، ومنه الأحمر، ومنه الأسود، ومنه الطويل، ومنه المدور إلى غير ذلك. {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}[الرعد: 4].
وقل مثل ذلك في النخل؛ فمنها ما يكون حلاوته بسرًا أكثر من حلاوته رطبًا والعكس، ومنه الأسود، ومنه الأصفر، ومنه الطويل، ومنه المدور، كل ذلك وهو يسقى بماءٍ واحد.
فمن الذي فضَّل بعضها على بعض في الأكل؟ ومن الذي أودعها هذه المزايا من الألوان والأطعمة؟
إنه الله الذي قال في كتابه الكريم:
{وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)}
[الأعلى: 3-5].
ح – اختلاف الألسن:
فنحن نرى اختلاف الألسن، واللغات، من شعبٍ إلى شعب، ومن إنسانٍ إلى إنسان، فمن الذي علَّم الإنسان البيان؟ ومن الذي يعلِّم تلك اللغات جميعًا، ويحصي ما يقولون فلا تختلط عليه؟ إنه الله الواحد الأحد؛ فاختلاف الألسن آية عظيمة تدل على وحدانيته سبحانه وتعالى ([12]).
المراجع
- أخرجه البخاري في «صحيحه»، أبواب الاستسقاء، باب من تمطر في المطر حتى يتحادر على لحيته، 2/32، حديث رقم (1033) ومسلم في «صحيحه»، كتاب صلاة الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء، 2/614، حديث رقم (897).
- آل الشيخ، كتاب «التوحيد وقرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء المرسلين»، ط1، ص 199 – 202، وص 125 – 246.
- البدر، «الشيخ عبد الرحمن السعدي وجهوده في توضيح العقيدة»، ط4، ص 70 – 72.
- الشيخ عبد الرحمن السعدي وجهوده في توضيح العقيدة»، ص 70 – 72.
- ابن القيِّم، «شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل»، د. ط، ص 147 – 164.
- البدر، «الشيخ عبد الرحمن السعدي وجهوده في توضيح العقيدة»، ط4، ص 72 – 73.
- «الشيخ عبد الرحمن السعدي وجهوده في توضيح العقيدة»، ط4، ص 72 – 73.
- التوني، «عبودية الكائنات لرب العالمين»، ط1، ص 234 – 245.
- أخرجه ابن ماجه في «سننه»، افتتاح الكتاب في الإيمان وفضائل الصحابة والعلم، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، 1/81، حديث رقم (223)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، 2/1079، رقم (6297).
- ابن تيمية، «جامع الرسائل»، ط1، 1/1 – 45.
- ابن تيمية، «مجموع الفتاوى»، ط3، 2/9.
- تفاصيل ذلك في الجزء الأول من: ابن القيِّم، «مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة».