نفحات قرآنية .. في سورة الأعراف (2)
قال تعالى: ﴿ وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ ﴾ [الأعراف: 155].
قوله: ﴿ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً ﴾ [البقرة: 55]، أي: إن موسى عليه الصلاة والسلام اختار سبعين رجلًا من أشراف قومه وخيارهم، وذهب بهم إلى الميقات، أي: في الوقت الذي واعدنا فيه موسى عليه الصلاة والسلام، ولما رأوا موسى عليه الصلاة والسلام يكلم الله قالوا: ﴿ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً ﴾ [البقرة:٥٥]؛ فأخذتهم الرجفة فصعقوا؛ فالتجأ نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام إلى ربه بالدعاء فأحياهم.
♦ ♦ ♦ ♦
قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157].
قوله: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ﴾ ، أي: محمد - صلى الله عليه وسلم.
♦ ♦ ♦ ♦
قال تعالى: ﴿ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 178].
أي: إن من رغب بالهداية وأحبها هداه الله، ومن أصرّ على الغواية والضلال فهو من الخاسرين.
♦ ♦ ♦ ♦
قال تعالى: ﴿ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [الأعراف: 186].
أي: من أصرّ على الكفر فطبع الله على قلبه فمن يهديه من بعد الله؟!
♦ ♦ ♦ ♦
قال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 172].
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: إن كل شخص منا أصله جزء حي منذ أن نُفخت في آدم الروح، فكل واحد منا نحن الأحياء تنقَّل أصله هذا حيًّا في أصلاب آبائه، حتى انتقل حيوانًا منويًا إلى رحم أمه، وهذا هو الذي أخذ عليه العهد، وهذا هو الذي لم يَجْرِ عليه موت منذ أن أحيا الله آدم.
قلت: وقد وجدت في مجلة البحوث الإسلامية في العدد رقم 31 الصادر في عام 1411هـ فتوىً صادرة من اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز رقمها 612.
سؤال: هل نفهم من نفخ الروح في الجنين بعد أربعة أشهر أن الحيوان المنوي المتحد ببيضة المرأة واللذين يتكون منهما الجنين أن لا أرواح فيهما، أم ماذا؟
جواب: لكل من الحيوان المنوي وبويضة المرأة حياةٌ تناسبه إذا سلم من الآفات، وتهيأ كل منهما بإذن الله وتقديره للاتحاد بالآخر، ويتكون الجنين منهما بمشيئة الله، ويكون حيًّا أيضًا حياة تناسبه، حياة النمو والتنقل في الأطوار المعروفة، فإذا نفخ فيه الروح سرت فيه حياة أخرى هي الحياة التي يخرج بها من رحم أمه.
وقوله: ﴿ مِنْ ظُهُورِهِمْ ﴾ [الأعراف: 172]، قالوا: من ظهر آدم، وقال الجمهور: أخذ ذريتهم بلسان الحال والمقال، وقال آخرون - منهم ابن تيمية وابن القيم وعلماء من السلف آخرون -: أخذهم بلسان المقال. وهذه الآية تسمى: آية الميثاق.
♦ ♦ ♦ ♦
قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180].
قوله: ﴿ فَادْعُوهُ بِهَا ﴾، أي: اعبدوا الله بها، وأثنوا علىه بها.
وأسماء الله جل وعلا نوعان: أسماء إجلال، وأسماء جمال.