نفحات قرآنية.. في سورة التوبة
قال تعالى: ﴿ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 5].
قال بعض المفسرين: هذه الآية تسمى بآية السيف.
♦ ♦ ♦
قال تعالى: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 6].
أي: إِنِ استأمنك مشرك وطلب منك جِوَارَك فَأمِّنْه حتى يسمع القرآن ويتدبره، قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي:
الصوت صوت القارئ، والكلام كلام البارئ، فالكلام صفة الله أزلًا وليس مخلوقًا.
♦ ♦ ♦
قال تعالى: ﴿ اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 9].
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: إن ذمة كل شخص قابلة للانصهار بالذهب، لكن الخلاف في الكميات، فالبعض بعشر، والآخر بمائة، والبعض بألف، والنادر بمليون أو ملايين.
قلت: يعني الشيخ في كلامه: أن بعض النفوس تشتريها بالرشوة، ولكن تتفاوت قيمة هذه الرشوة من شخص لآخر، نسأل الله العافية.
♦ ♦ ♦
قال تعالى: ﴿ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 40].
قوله: ﴿ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ ﴾؛ أي: أنزل سكينته على أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أنزلت عليه السكينة من قبل.
وقد استمر أثر هذه السكينة عليه رضي الله عنه في حياته كلها؛ كما في الحديبية، وكما في وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد كان رابط الجأش، فرضي الله عنه وأرضاه.
وقوله: ﴿ وَأَيَّدَهُ ﴾؛ أي: أن الله أيد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالملائكة.
♦ ♦ ♦
قال تعالى: ﴿ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [التوبة: 69].
قوله: ﴿ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ﴾؛ أي: كالذين خاضوه، وليس المعنى: كالذين خاضوا.
♦ ♦ ♦
قال تعالى: ﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [التوبة: 74].
قوله: ﴿ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ﴾؛ أي: أن بعض المنافقين هموا بقتل الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند عودته من غزوة تبوك؛ فأعلم الله رسوله بخطتهم وأفشلها.
قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 111].
هذه الآية الوحيدة التي قُدمت فيها النفس على المال في الجهاد.
♦ ♦ ♦
قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 115].
وهكذا في القرآن كله، فإن إضلال الضالين يكون بعد إبلاغهم وإيضاح الحق لهم؛ فإذا رفضوا وأصروا على الكفر طبع الله على قلوبهم وحقق لهم مرادهم.
♦ ♦ ♦
قال تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].
قوله: ﴿ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ﴾، وفي قراءة: (من أَنْفَسِكُم)، أي: أفضلكم.