التفسير التحليلي لآية الكرسي { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ }
{ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم }
{ ما بين أيديهم } ما قبل خلقهم { وما خلفهم } ما بعد موتهم ، وقيل : {ما بين أيديهم } ما أظهروه { وما خلفهم } ما كتموه وقيل { ما بين أيديهم } : يعني الآخرة لأنهم يقدمون عليها ، { وما خلفهم } : الدنيا لأنهم يخلفونها وراء ظهورهم [1] .
وقيل { ما بين أيديهم } ما فعلوه من خير وشر { وما خلفهم } ما يفعلونه بعد ذلك ، وقيل ما بين أيديهم) ما قدموا من أعمال { وما خلفهم } ما أضاعوا من أعمالهم [2] وقيل الـمـراد { بين أيديهم وما خلفهم } ما هو ملاحظ ل هم من المعلومات ما خفي عنهم أو ذهلوا عنه منها وقيل ما بين أيديهم المحسوســات المشاهدة ، وما خلفهم المعقولات الغيبية وكل هذه الأقوال محتملة ][3].
والمراد أنه سبحانه عالم بما كان قبلهم وبما كان بعدهم عالم بما خطر لهم وبما خفي عنهم عالم بما فعلوه وبما لا يفعلوه ، عالم بأمور الدنيا وأمور الآخرة عالم بالغيب والشهادة فسبحان من وسع كل شئ علما وأحاط بكل شئ قدرا .
ومن ألوان البلاغة في هذه الآية الكريمة :حسن التقسيم والاكتفاء ذلك أن الأزمنة ثلاثة :الحاضر والماضي والمستقبل ،
وقد اجتمعت في قوله تعالى : لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا
62/سورة مريم
واكتفت آية الكرسي بالإشارة إلى الماضي والمستقبل ذلك لأن الحاضر معلوم من باب أولى ، كما أن الحاضر خط دقيق يفصل بين الماضي والمستقبل
المراجع
- مفاتيح الغيب للرازى 7/10.
- فتح القدير للشوكانى 1 / 27
- التحرير والتنوير لابن عاشور 3/ 22