التفكير يكون في مخلوقات الله عز و جل و لا يكون التفكير ذاته
و أما رابعاً: و هو أن التفكير إنما يكون في مخلوقات الله عز و جل و لا يكون التفكير في كنه ذاته..
و يقول إسحاق ابن راهويه: لا يجوز لأحد أن يتوهم على الخالق بصفاته و أفعاله توهم ما يجوز التفكر و النظر في أمر المخلوقين و ذلك أنه يمكن أن يكون موصوفاً بالنزول كل ليلة إذا مضى ثلثاها إلى السماء الدنيا كما شاء و لا يُسأل كيف نزوله لأنه الخالق يصنع كيف شاء.فإذا دخل الإنسان في مالا يعنيه في هذا الباب فأنه يقع في شبهات كما يقول بعض الناس كيف ينزل إلى سمائنا الدنيا، و الليل و النهار يختلفان من محل إلى محل فنقول هذا التفكير لا يعنيه فإذا دخل العبد فيه أورثه شبهات و شكوك لكن لو أنه فكر في هذا الأثر الوارد في نزول الرب جل جلاله في ثلث الليل الآخر تفكر فيه من جهة ما يعنيه فإن ذلك يحمله على قيام الليل و الابتهال إلى الله عز و جل و الدعاء و التضرع إليه جل جلاله