أين نحن من قيام الليل.
إن من أهم الصلوات المستحبات التي يُتقرب بها إلى رب البريات بعد الواجبات أيها الإخوة والأخوات هي صلاة الليل، التي هي من أجل القربات ومن أفضل الطاعات كما أخبر بذلك رسول رب الأرض والسموات،
فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ».
رواه مسلم(1163).
لذا كانت هذه الصلاة أيها الأحبة الكرام دأب الأنبياء والمرسلين وطريق العبَّاد والصالحين للقرب من رب العالمين ،
فعن أبي أمامة الباهلي-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ، فإنه دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وهو قُرْبَةٌ إلى رَبِّكُمْ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ وَمَنْهَاةٌ لِلْإِثْم».
رواه الترمذي(3594)وحسنه الشيخ الألباني –رحمه الله-.
يقول المناوي –رحمه الله-« معناه أن قيام الليل قربة تقربكم إلى ربكم ،وخصلة تكفر سيئاتكم وتنهاكم عن المحرمات » .
التيسير بشرح الجامع الصغير (2/144(.
وسَيُجازي الرحيم العلام من فضله هؤلاء الكرام وسيدخلهم برحمته إلى الجنان على ما كان منهم من قيام، وسهر في ذكره واستغفاره والناس نيام،
قال سبحانه:( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون (16) فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون)
[ السجدة: 16-17].
يقول الإمام ابن القيم –رحمه الله- : « تأمل كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل، بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه نفس، وكيف قابل قلقهم وخوفهم واضطرابهم على مضاجعهم حين يقوموا إلى صلاة الليل بقرة الأعين في الجنة » حادي الأرواح (ص191(.
فإلى متى نَظل نُقصر في اغتنام ما بقي من أعمارنا من أيام وساعات؟!
ولا نستثمر ما بقي من أوقاتنا في فعل الخيرات؟!.
إلى متى لا نقف مع أنفسنا!
ولو لبعض لحظات!
ونحاسبها على ما يكون منها من تقصير وزلات؟!.