حب الله أم الخوف منه
كثر الحديث عن حب الله والفناء في ذاته وترك الدنيا والانقطاع للعبادة فقد قال أحد الشعراء أنه (لا يخاف من الله لأنه يحبه)..
فجاء الرد: الله عز وجل قال في كتابه {وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} وما زعمه البعض بأن رابعة العدوية قالت ما عبدت الله طمعاً بجنته ولا خوفاً من ناره ما هو إلا كلام لا أصل له أي لم تقله ابدا لأن الملائكة يخافون الله حيث قال الله (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ) والرسل والأنبياء وصالحوا المؤمنين , والله قال لنا {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا}[الأعراف: 56]..
وهذا أمر وقال الله أيضا {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر: 28]..
قال نبينا صلى الله عليه وسلم (أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية) (رواه البخاري).
ثم ما معنى حب الله: كثير من الناس يظنون أن حب الله هو نظم القصائد كما ينظمها الشاعر فيمن يحب من البشر..
إنما حب الله يكون: لقد بين الله في كتابه فقال {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} فتبين من ذلك أن حب الله لا يكون إلا باتباع نبيه و ما شرع أي حب الله هو طاعته وإتيان ما أمر به واجتناب ما نهى عنه ثم يلقي الله نور الحب في قلبك ويجعله قلباً ذا بصيرة يعقل ويبصر ويفقه ونحن هنا لا ننفي حب الله بل نشجع عليه ولكن ضمن إطار الكتاب والسنة وفهم الصحابة غرة الإسلام فعلى المؤمن الإسراع إلى الله بجناحي الخوف من عقاب الله و حب الله.